أنه بلغه أن رجلا يذكر علي بن أبي طالب ، فقال ابن عمر : ولم تفعل؟ فو ربّ هذه البنيّة لقد سبقت له الحسنى من الله ، ما لها من مردود.
أخبرنا أبو القاسم بن الشّحّامي ، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي ، أنا يحيى بن إسماعيل ، أنا عبد الله بن محمّد بن الحسن ، نا عبد الله بن هاشم ، نا وكيع بن الجرّاح ، نا أبي ، عن عبد الأعلى بن عامر التغلبي ، عن سعد بن عبيدة قال : قال رجل لابن عمر : ما تقول في علي ، فإنّي أبغضه؟ قال : أبغضك الله ، فإنّي أبغضك.
أخبرنا أبو محمّد عبدان بن رزين (١) بن محمّد (٢) ، نا نصر بن إبراهيم ، أنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان ، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا عمّي أبو بكر ، نا زيد بن الحباب ، نا الرّبيع بن المنذر الثوري ، نا أبي ، عن سعيد بن حذيفة بن اليمان ، عن مولى لحذيفة قال : كان حسين بن علي آخذا (٣) بذراعي في أيام الموسم ، قال : ورجل خلفنا يقول : اللهمّ اغفر له ولأمه ، فأطال ذلك ، فترك [الحسين] ذراعي وأقبل عليه ، فقال : قد آذيتنا منذ اليوم ، تستغفر لي ولأمي وتترك أبي؟ وأبي خير مني ومن أمّي (٤).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا أبو الحسن الشيباني ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا عبيد بن حمّاد ، نا عطاء بن مسلم ، عن رجل ، عن أبي إسحاق قال :
جاء ابن أحور التميمي إلى معاوية فقال : يا أمير المؤمنين جئتك من عند ألأم الناس ، وأبخل الناس ، وأعيا الناس ، وأجبن الناس ، فقال : ويلك وأنّى أتاه اللؤم ، ولكنا نتحدث أن لو كان لعلي بيت من تبن وآخر من تبر ، لأنفد التبر قبل التبن ، وأنىّ أتاه العي وإن كنا لنتحدث أنه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من علي ، ويلك وأنّى أتاه الجبن؟ وما برز له رجل قطّ إلّا صرعه ، والله يا ابن أحور ، لو لا أنّ الحرب خدعة (٥) لضربت عنقك ، اخرج فلا تقيمن في بلدي.
__________________
(١) في م : ابن رزيق ، تصحيف.
(٢) زيد بعدها في م : «بن عثمان». قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٣٣ / ب.
(٣) بالأصل وم و «ز» والمطبوعة : أخذ.
(٤) رواه ابن عساكر في كتابنا هذا تاريخ مدينة دمشق في ترجمة الحسين بن علي رضياللهعنهما ١٤ / ١٨٣.
(٥) كذا بالأصول.