بالبيت ، ولتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز» ، قال : قلت : كسرى بن هرمز؟ قال : «كسرى بن هرمز ـ مرتين أو ثلاثا ـ وليفيض المال حتى يهمّ الرجل من يقبل منه ماله صدقة ، قال عدي : قد رأيت اثنتين : الظعينة ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت ، وقد كنت في أول خيل غارت على المدائن على كنوز كسرى بن هرمز ، وأحلف بالله لتجيئن الثالثة أنه قاله رسول الله صلىاللهعليهوسلم [٨٠٧٥].
قال : وأنبأ البغوي ، قال : نا صالح بن مالك الخوارزمي ، نا عبد الأعلى بن أبي المساور ، حدّثني عامر الشعبي ، قال : قدم عدي بن حاتم الكوفة ، فأتيته في أناس من أهل الكوفة ، فقلنا له : حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال :
بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالنبوة فلا أعلم أحدا من العرب كان أشدّ له بغضا ولا أشدّ له كراهية منّي ، حتى لحقت بالروم ، فتنصّرت فيهم (١) ، فلما بلغني ما يدعو (٢) إليه من الأخلاق الحسنة وما قد اجتمع الناس إليه ارتحلت حتى أتيته ، فوقفت عليه ، وعنده صهيب ، وبلال ، وسلمان ، فقال : «يا عدي بن حاتم أسلم تسلم» ، فقلت : إخ إخ (٣) ، فأنخت فجلست ، فألزقت (٤) ركبتي بركبته ، فقلت : يا رسول الله ما الإسلام؟ قال : «تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه ، حلوه ومرّه ، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تفتح خزائن كسرى وقيصر ، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تأتي الظعينة من الحيرة ـ ولم يكن يومئذ كوفة ـ حتى تطوف بهذه الكعبة بغير خفير ، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى يحمل الرجل جراب المال ويطوف به ، فلا يجد أحدا يقبله ، فيضرب به الأرض ، فيقول : ليتك لم تكن ، ليتك كنت ترابا» [٨٠٧٦].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو القاسم عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، قال : عبد الأعلى بن أبي المساور (٥) ـ هو : عبد الأعلى الزهري ، وهو : عبد الأعلى الكوفي ـ وهو أبو مسعود الجرار (٦) ، روى عن الشعبي ، وعن عكرمة ، وفي حديثه لين.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنا أحمد بن
__________________
(١) الأصل : منهم ، والتصويب عن م.
(٢) الأصل : «تدعوا» والمثبت عن م.
(٣) إخ إخ كلمة تقال للبعير ليبرك (راجع اللسان : أخخ).
(٤) عن م وبالأصل : «فاكريت».
(٥) انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ١٣.
(٦) الأصل : الحداد ، وفي م : الحوار ، والمثبت عن تهذيب الكمال ، الجرار : بالراء المهملة المكررة.