و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)(١) ، ثم قال : «يا عقبة لا تنساهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن» ، قال : فما نسيتهن منذ قال : «لا تنساهن» ، وما بت ليلة قط حتى أقرؤهن.
قال عقبة : ثم لقيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فابتدأته ، فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال؟ فقال : «يا عقبة صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، وأعرض عمّن ظلمك» [٨١٦٦].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا ابن مكرم ، نا محمّد بن الحسن الأصبهاني ، نا بكر بن بكّار ، نا حفص ، عن كثير بن شنظير ، عن أبي العالية ، عن عقبة بن عامر قال :
كنت عند النبي صلىاللهعليهوسلم فجاءه خصمان ، فقال لي : «اقض بينهما» فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أنت أولى ، قال : «اقض بينهما» ، قلت : على ما ذا يا رسول الله ، قال : «اجتهد وإن أصبت فلك عشر حسنات ، وإن أخطأت فلك حسنة» [٨١٦٧].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي الصنعاني ـ بمكة ـ نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرّزّاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد ـ يعني ابن سلام ـ عن عبد الله بن الأزرق ، قال :
كان عقبة بن عامر الجهني يخرج كل يوم ويتّبعه فكأنه كاد أن يملّ فقال : ألم أخبرك ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول؟ قال : بلى ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«إنّ الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة : صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير ، والذي يجهّز به في سبيل الله ، والذي يرمي به في سبيل الله ، وقال : «ارموا ، واركبوا ، وأن ترموا خير من أن تركبوا» ، وقال : «كلّ شيء يلهو به ابن آدم باطل إلّا ثلاث : رمية عن قوسه (٢) ، وتأديبه فرسه ، وملاعبته أهله ، فإنهن من الحق» [٨١٦٨].
قال : وتوفي عقبة وله بضعة وسبعون قوسا ، مع كلّ قوس قرن (٣) ونبل ، فأوصى بهن في سبيل الله عند حل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو القاسم بن منبع ، نا ابن زنجويه ، نا عبد الرّزّاق ، أنا معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ،
__________________
(١) سورة الناس ، الآية الأولى.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : قومه.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : قذذ.