زياد ، عن عبد الرّحمن بن عمرو بن معاذ ، عن عطارد بن حاجب.
أنه أهدى إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ثوب ديباج كساه إياه كسرى ، فدخل أصحابه فقالوا : أنزلت عليك من السماء؟ فقال : «وما تعجبون من ذا (١)؟ ، لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا» ، ثم قال : «يا غلام اذهب به إلى أبي جهم بن حذيفة وقل له يبعث إليّ بالخميصة» [٨١٢٧].
هذان الإسنادان غريبان ، وهذا المتن مذكور في حديث ابن عمر الصحيح الذي :
أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبد الله السلمي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو حفص عمر بن محمّد (٢) بن علي بن الزيات ، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن (٣) بن المستفاض الفريابي ، نا شيبان بن فرّوخ ، نا جرير بن حازم ، نا نافع ، عن ابن عمر قال :
رأى عمر عطارد التميمي يقيم بالسوق حلة سيراء (٤) وكان رجلا يغشى الملوك ، فقال عمر : يا رسول الله إنّي رأيت عطارد يقيم في السوق حلة سيراء ، فلو اشتريتها فلبستها لوفود العرب إذا قدموا عليك ـ وأظنه قال : ولبستها يوم الجمعة ـ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة».
فلما كان بعد ذلك أتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحلل سيراء فبعث إلى عمر بحلّة ، وبعث إلى أسامة بن زيد بحلّة ، وأعطى علي بن أبي طالب حلّة ، وقال : «شققها خمرا بين نسائك» ، فجاء عمر يحملها ، فقال : يا رسول الله بعثت إليّ بهذه وقلت بالأمس في حلّة عطارد ما قلت ، قال : «إنّي لم أبعث بها إليك لتكتسها (٥) ولكن بعثت بها إليك لتصيب بها» ، فأما أسامة فراح في حلّته ، فنظر إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم نظرا عرف أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٦) قد أنكر ما صنع ، فقال : يا رسول الله ما تنظر إليّ وأنت بعثت بها إليّ ، قال : «إنّي لم أبعث بها إليك لتلبسها ولكن بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك» [٨١٢٨].
__________________
(١) الأصل : رداء ، والتصويب عن م والمعجم الكبير.
(٢) «بن محمّد» ليس في م.
(٣) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٩٦.
(٤) السيراء ـ كعنباء ـ نوع من البرود ، فيه خطوط صفر ، أو يخالطه حرير ، والذهب ، وقيل هو ثوب مسير (انظر تاج العروس بتحقيقنا : سير).
(٥) كذا بالأصل ، وسقطت اللفظة من م ، وفي المختصر : لتلبسها.
(٦) قوله : «نظرا عرف أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم» استدرك عن هامش الأصل وبعده صح.