أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم (١) ، أنبأ إبراهيم بن منصور ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا شيبان ، نا جرير ، نا نافع ، عن ابن عمر ، قال :
رأى عمر بن الخطاب عطارد التميمي يقيم في السوق ـ وقال ابن المقرئ : بالسوق ـ حلّة سيراء وكان رجلا يغشى الملوك ويصيب منهم ، فقال عمر : يا رسول الله إنّي رأيت عطارد يقيم في السوق حلة سيراء فلو اشتريتها فكسيتها لوفد العرب إذا قدموا عليك ـ وأظنه قال : وتلبسها يوم الجمعة ـ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة».
فلما كان بعد ذلك أتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحلل سيراء ، فبعث إلى عمر بحلّة ، وبعث إلى أسامة بحلّة ، وأعطى عليا حلّة ، وقال : «شققها خمرا (٢) بين نسائك» ، فجاء عمر بحلّته فقال : يا رسول الله ، بعثت إليّ بهذه وقد قلت في حلّة عطارد ما قلت ، فقال : «إنّي لم أبعث بها إليك لتلبسها ولكن بعثت بها إليك لتصيب منها» ، وأما أسامة فراح في حلّته ، فنظر إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم نظرا عرف أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أنكر ما صنع ، فقال : يا رسول الله ما تنظر إليّ وأنت بعثت بها إليّ ، قال : «إنّي لم أبعث بها إليك لتلبسها ولكني بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك» [٨١٢٩].
رواه مسلم عن شيبان (٣).
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا أبو بكر الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، قال في الطبقة الرابعة : عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، وكان في وفد بني تميم الذين قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقدّموه ، فخطب ، وفخر ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثابت بن قيس بن شماس فأجابه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ،
__________________
(١) بعدها في م : قالا : أملانا أبو سعد الأديب أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الأديب ....
(٢) خمرا بضم الميم ويجوز إسكانها ، جمع خمار ، وهو ما يوضع على رأس المرأة.
(٣) صحيح مسلم ٣٧ كتاب اللباس والزينة ، (٢) باب ، (ح ٢٠٦٨) ٣ / ١٦٣٩.