عنها ، قيل له : وما هي؟ قال : لما نزلت : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) شقّ على قريش ، فقالوا : أيشتم آلهتنا؟ فجاء ابن الزبعري ، فقال : مالكم؟ قالوا : يشتم آلهتنا ، قال : فما قال؟ قالوا : قال : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) قال : ادعوه لي ، فلما دعي النبي صلىاللهعليهوسلم قال : يا محمّد هذا شيء لآلهتنا خاصة ، أو لكل من عبد من دون الله؟ قال : «بل لكل من عبد من دون الله» فقال ابن الزبعري : خصمت ورب هذه البنية ـ يعني الكعبة ـ ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون ، وأن عيسى عبد صالح وأن عزيرا (١) عبد صالح (٢) وهذه بنو مليح (٣) يعبدون الملائكة ، وهذه النصارى تعبد (٤) عيسى عليهالسلام وهذه اليهود تعبد (٥) عزيرا ، قال : فصاح أهل مكة فأنزل الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) الملائكة وعيسى وعزير عليهمالسلام (أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) [٨١٢٢].
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون ، أنا أبو محمّد الجوهري ، نا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن يحيى الزيات ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك بن الفضل الكوفي الأسدي ، نا أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي ، نا سوار بن مصعب ، نا أبو يحيى ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس قال :
إنّ الله عزوجل لما بعث موسى وناجاه وأنزل عليه التوراة ورأى مكانه من ربّه عزوجل قال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحبّ أن تطاع ، وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا أي ربّ؟ فأوحى الله إليه : إنّي لا اسأل عما أفعل وهم يسألون ، فانتهى موسى.
فلما بعث الله عزيرا وأتاه التوراة بعد ما كان قد رفعها عن بني إسرائيل حتى قال من قال منهم إنّ الله إنّما خصّه بالتوراة من بيننا أنه ابنه ، فلما رأى منزلته من ربه قال : اللهم إنّك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحبّ أن تطاع ، وأنت في ذلك تعصى ، كيف هذا أي رب؟ فأوحى الله إليه : إنّي لا أسأل عما أفعل ، فأبت نفسه حتى سأل أيضا فقال : اللهم إنّك ربّ لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى
__________________
(١) الأصل وم : عزير.
(٢) قوله : «وأن عزيرا عبد صالح» ليس في أسباب النزول.
(٣) بنو مليح : حي من خزاعة. (القاموس المحيط).
(٤) أسباب النزول : يعبدون.
(٥) أسباب النزول : يعبدون.