قائمة الکتاب
الأزهر الجامعة الإسلامية الكبرى
٤٠٣
إعدادات
الأزهر في ألف عام [ ج ٢ ]
الأزهر في ألف عام [ ج ٢ ]
تحمیل
ثم أعيد الى الجامع الدرس ، واول ما درس به من مذاهب أهل السنة مذهب الامام الشافعي رضي الله عنه ، ثم ادخلت اليه المذاهب الأخرى تباعا ، وانقضى نحو قرن من الزمان قبل ان يستعيد الجامع الأزهر عطف الولاة ووجوه البلاد عليه ، فلما تولى الملك الظاهر بيبرس سلطنة مصر تحدث في مسألة اعادة الخطبة الى الجامع الأزهر. ولكن قاضي القضاة ابن ثبت العز الشافعي امتنع عن اعادتها فعزله السلطان وولى مكانه قاضيا حنفيا فأعيدت الخطبة عام ٦٦٥ ه (١٢٦٦ ـ ١٢٦٧ م) وزاد بيبرس في بناء الجامع ، وشجع العلم والتعليم فيه ، كما حذا حذوه كثير من أمرائه ، أشهرهم الأمير عز الدين أيدمر الحلي ، الذي أقام احتفالا رسميا عظيما في الجامع الأزهر ، ابتهاجا بعودة الخطبة اليه ، كما أقام احتفالا فاخرا في داره حضره رجال الدولة والأمراء والكبراء .. وكان هذا الأمير يجاور الأزهر بسكناه ، فلمس ما وصل اليه حاله من التأخر والاضمحلال ، فعزم على اصلاحه ، فانتزع له ما اغتصب مما أوقف عليه ، وتبرع له بمبلغ كبير من ماله الخاص ، وجمع له من الأمراء الكثير من المال ، بجانب ما أطلق من يد السلطان ، وشرع في عمارته ، فأعاد بناء الواهي من أركانه وجدرانه وسقوفه وبلطه وفرشه بالحصر وكساه فعاد إلى عظمته الأولى كما استجد به مقصورة حسنة الصنع. وقد عاد اثر ذلك ومنذ ذلك العهد الى الجامع الأزهر ما كان له من صيت قديم وأصبح معهدا علميا يؤمه الناس من كل فج ولقي الأزهر من عناية الشعب الشيء الكثير ، وزاد في مجده ان غزوات المغول في الشرق قضت على معاهد العلم فيه ، وان الإسلام أصابه في المغرب من التفكك العلمي المادي الذي نقلته وأهملت الجانب الروحي فعليها وزرها.
ويأتي الخطر هنا من ان القارىء العادي هذه الأيام وقد شغلته مقتضيات الحياة المعقدة المعاشة لا يجد وقتا للتقصي والتتبع والقراءة الدقيقة المتخصصة ، ومن هنا تسود البلبلة وتضطرب أفكار الناس وأحوالهم ، ومن هنا تخطىء اجتهادات الفقهاء الهدف ، ويبرز الخطر الذي يسببه ما يلي :