الرفيعة التي لا ترام ، فلقد كان ـ إلى تبحره في علوم الأزهر ـ كاتبا قديرا ، وشاعرا فحلا. يكتب كما يكتب حمزة فتح الله ، والسيد توفيق البكري ، والشدياق الخ ، ويشعر كما يشعر حمزة فتح الله ، والسيد توفيق البكري ، وآل اليازجي ، وغيرهم من كبار الكتاب وفحول الشعراء ، في مصر والشام والعراق ، ويصاول المؤلفين والباحثين في وزارة المعارف وغيرها ، وينقدهم ، وينال منهم ويوجههم فيتجهون ، ويفتي في اللغة والأدب ، فينقطع كل قول ، ويخفت كل صوت. ذلك بأنه كان مطلعا فقيها لغويا ، ذواقة ، هاضما لما علم ، واثقا مما يقول .. والإيمان بالرأي أقوى أسلحة الشجاع. وكان من الطبيعي أن ينال السيد حسين والي من الشهرة عند الخاصة والعامة كفاء هذه المواهب المتوافرة ، بيد أنه عض من شهرته شمائل ، هي في شرفها وعنصرها أنفس جوهرا ، وأعز قيمة ، وأرفع جمالا من كل شهرة. وكان السيد حسين والي غاليا في التعصب للقديم ، يعتز به ، ويحافظ عليه ، ويرعاه في دينه ، وفي سمته ، وفي لغته ، وفي كل ما يحيط به ، حتى لقد سمي أولاده : أسامة ، ولؤي ، ونزار ، والفرات. يحدوه إلى ذلك نسبه الشريف ، ونشأته الأزهري ، ووقار ألبسة الله منه رداء فضفاضا ، ثم نزعة صوفية عميقة ظهرت فيه طول حياته.
الشيخ محمد الفحام
تخرج الأستاذ رحمه الله في الأزهر ، وبعد نيله شهادة العالمية التحق بخدمة القضاء الشرعي ، وتقلب في وظائفه سنين كثيرة عرف فيها بسداد الرأي والحزم ، ثم نقل من القضاء إلى الإمامة الخاصة للملك ، ثم خرج منها إلى مشيخة معهد الاسكندرية ، فكانت له فيها آثار ظاهرة ، ونظم مفيدة ، وسمعة بين الناس طيبة رشحته إلى تقليد وكالة الجامع الأزهر ، وكان قد تملأ خبرة بادارة الاعمال ، وبالزمان وأهله ، وبقيادة الموظفين ، فكان يخوض معهم في الادارة العامة عباب الأعمال المختلفة ، ويمضي معهم الساعات الطويلة مناقشة وبحثا وتحقيقا وتثبتا ، ويقابل في أثناء ذلك الوافدين