الدين ، وان تركوا الصوفية احرارا في الاشتغال بالتصوف ومناسكه عائشين عيشة وادعة يلطفها الزهد.
ولم يكن بالأزهر حتى آخر العقد الأول من القرن العشرين قانون بضبط أوقات الدروس وعدد الحصص اليومية ولكن جرت العادة من زمن قديم أو تكون كما يلي :
بعد الفجر : التفسير والحديث
بعد الشروق : الفقه
بعد الظهر : النحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والأصول.
بعد العصر : الحساب والتاريخ والجغرافيا وسائر العلوم الحديثة.
بعد الغروب : المنطق وآداب البحث والهيئة.
ومدة الدرس عادة ساعة أو ساعتان وأغلب الطلبة يتلقى كل منهم درسين صباحا ودرسين مساء ، وبعضهم يتلقى اكثر من ذلك ، وبعضهم اقل حسب نشاط كل منهم وعدد العلوم التي يرغب في تلقيها.
ـ ٤ ـ
انتهت الدولة الفاطمية التي كانت تولي الأزهر كل عنايتها ، وجاء عهد الدولة الأيوبية ، وفي عهد صلاح الدين الأيوبي اهمل الأزهر وقطع الكثير مما أوقفه عليه الحاكم بأمر الله ، ويذكر لنا المقريزي ان صلاح الدين سيف بن أيوب قلد وظيفة القضاء للقاضي صدر الدين بن عبد الملك بن درباس الشافعي فعمل بمقتضى مذهبه وهو امتناع اقامة الخطبتين في بلد واحد كما هو مذهب الإمام الشافعي ، فأبطل الخطبة والتدريس في الجامع الأزهر ، وأقر الخطبة بالجامع الحاكمي ، بحجة انه أوسع. فأهمل الأزهر منذ ذلك التاريخ وامتدت يد المغتصبين الى معظم أوقافه ، وأخذت جدرانه وأركانه في التداعي.