أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (١) ، نا أبو داود ، نا محمّد بن طلحة ، نا كنانة مولى صفيّة ، قال :
شهدت مقتل عثمان ، قلت : من قتله؟ قال : رجل من أهل مصر يقال له : حمار (٢)
أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، قالا : أنا أبو نعيم ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمّد بن إسحاق ، نا قتيبة ، نا مرثد بن عامر الهنائي ، عن كلثوم بن جبر ، حدّثني المغيرة بن أبي حفصة ، عن ختنته ريحانة قالت :
بعثني الزبير بن العوّام ، ومحمّد بن أبي بكر إلى عثمان بكتاب ، فأدخلت الكتاب عليه ، قلت : فنظر فيه ، ثم قال : فنعم إذا ، قالت : وما أدري ما فيها ، ثم أتبعاني بكتاب آخر ، فنظر فيه ثم قال : فنعم إذا ، قالت : فذهبت أخرج فاستقبلني محمّد بن أبي بكر داخلا عليه ، فأخذت بعضادتي الباب ، فقلت : أذكّرك الله يا ابن أبي بكر ، فدفعني دفعة وقعت مغشيا عليّ ، قالت : فرفعت رأسي فإذا عثمان إلى جنبي قتيل.
قال : ونا سليمان بن أحمد ، نا محمّد بن هشام المستملي ، نا الحسين بن عبد الله العجلي ، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عائشة قالت :
دخل محمّد بن أبي بكر على عثمان متأبطا سيفه ، قد علق كنانته في هميانه (٣) حتى جلس بين يديه فقال : يا نعثل ، فقال : لست بنعثل ولكني عثمان أمير المؤمنين ، فأهوى بيده إلى لحيته ، فقال : مه يا ابن أخي ، كفّ يدك عن لحية عمك وأجلّها ، فإن أباك كان يجلّها ، فغضب فأخذ مشقصا من كنانته ، فضربه في ودجه ، فأسرع السهم فيه ، ثم دخل التجيبي ومحمّد بن أبي حذيفة فضرباه بأسيافهما حتى أثبتاه وهو يقرأ المصحف ، فوقعت نضحة من دمه على قوله : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ)(٤).
أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد (٥) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٧٥.
(٢) رسمها بالأصل : حماد ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وتاريخ خليفة.
(٣) الهميان : المنطقة وشداد السراويل.
(٤) من الآية ١٣٧ من سورة البقرة.
(٥) طبقات ابن سعد ٣ / ٧٣.