عبد الرّحمن بن عبد العزيز ، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد.
أن محمّد بن أبي بكر تسوّر إلى عثمان من دار عمرو بن حزم ومعه كنانة بن بشر بن عتّاب ، وسودان بن حمران ، وعمرو بن الحمق ، فوجدوا عثمان عند امرأته نائلة وهو يقرأ في المصحف في سورة البقرة ، فتقدّمهم محمّد بن أبي بكر ، فأخذ بلحية عثمان ، فقال : قد أخزاك الله يا نعثل ، فقال عثمان : لست بنعثل ، ولكني عبد الله وأمير المؤمنين ، فقال محمّد : ما أغنى عنك معاوية ، وفلان ، وفلان ، فقال عثمان : يا ابن أخي دع عنك لحيتي ، فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه ، فقال محمّد : ما أريد بك أشدّ من قبضي على لحيتك ، فقال عثمان : أستنصر الله عليك ، وأستعين به ، ثم طعن جبينه بمشقص في يده ، ورفع كنانة بن بشر بن عتّاب مشاقص كانت في يده فوجأ بها في أصل أذن عثمان فمضت حتى دخلت في حلقه ، ثم علاه بالسيف حتى قتله.
قال عبد الرّحمن بن عبد العزيز (١) : فسمعت ابن أبي عون يقول : ضرب كنانة بن بشر جبينه ومقدّم رأسه بعمود حديد فخر لجنبه ، وضربه سودان بن حمران المرادي بعد ما خرّ لجنبه فقتله ، وأما عمرو بن الحمق فوثب على عثمان فجلس على صدره وبه رمق ، فطعنه تسع طعنات ، وقال : أما ثلاث منهن فإنّي طعنتهنّ لله ، وأمّا ستّ فإنّي طعنته (٢) إيّاهن لما كان في صدري عليه.
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة (٣) ، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني (٤) ، نا أحمد بن محمّد بن صدفة البغدادي ، وإسحاق بن داود الصّوّاف التّستري ، قالا : نا محمّد بن خالد بن خداش ، نا سلم بن قتيبة ، نا مبارك ، عن الحسن ، حدّثني سيّاف عثمان.
أن رجلا من الأنصار دخل على عثمان فقال : ارجع ابن أخي ، فلست بقاتلي ، قال : وكيف علمت ذاك؟ قال : لأنه أتي بك النبي صلىاللهعليهوسلم يوم سابعك فحنّكك ودعا لك بالبركة ، ثم دخل عليه رجل آخر من الأنصار ، فقال : ارجع ابن أخي ، فلست بقاتلي ، قال : بم تدري ذلك؟ قال : لأنه أتي بك النبي صلىاللهعليهوسلم يوم سابعك فحنكك ودعا لك بالبركة ، قال : ثم دخل عليه
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٧٤.
(٢) في ابن سعد : طعنت.
(٣) الأصل : زيده ، وفي م و «ز» : ريده ، تصحيف ، والسند معروف.
(٤) المعجم الكبير للطبراني ١ / ٨٣ رقم ١١٨.