خلف عثمان بسعفة رطبة](١) فضرب بها جبهته ، فرأيت الدم وهو يسيل وهو يمسحه بإصبعه ويقول : اللهمّ لا يطلب بدمي غيرك ، قالت : وجاء آخر فضربه بالسيف على صدره ، فأقعصه (٢) وتعاوروه (٣) بأسيافهم ، قالت ريطة : فرأيتهم ينتهبون بيته ، فهذا يأخذ الثوب ، وهذا يأخذ المرآة ، وهذا يأخذ الشيء.
أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا حبيب بن الحسن ، نا حامد بن شعيب ، نا سريج بن يونس ، نا إسماعيل بن مجالد بن سعيد ، عن أبيه ، عن الشعبي قال :
[دخل](٤) من الذين خارج الدار من كندة من تجيب رجل من أهل مصر ، والناس حول عثمان ، فاستلّ الكندي سيفه ثم قال : أفرجوا ، فأفرجوا له ، فوضع ذباب سيفه في بطن عثمان ، فأمسكت نائلة ابنة الفرافصة السيف فحزّ السيف أصابعها ، ومضى السيف في بطن عثمان فقتله.
قال : ونا سليمان بن أحمد ، نا المقدام بن داود ، نا أسد بن موسى.
ح قال : ونا أحمد بن محمّد بن الفضل الصّائغ ، نا محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا عمر بن محمّد بن الحسن الأسدي ، نا أبي.
قالا : نا محمّد بن طلحة ، قال : سمعت كنانة مولى صفية بنت حيي قال :
شهدت مقتل عثمان وأنا ابن أربع عشرة سنة ، قلت هل أندى (٥) محمّد بن أبي بكر بشيء من دمه ، فقال : معاذ الله ، دخل عليه فقال عثمان ، فقال : يا ابن أخي ، لست بصاحبي ، فخرج ولم يند من دمه بشيء ، قلت لكنانة : من قتله؟ قال : رجل من أهل البصرة (٦) ، وقال عمر بن محمّد [بن الحسن](٧) من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم ، وقال أسد : جبلة بن الأهتم.
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م و «ز».
(٢) قعصته وأقعصته إذا قتلته قتلا سريعا.
(٣) أي تعاونوا عليه بالضرب واحدا بعد واحد (اللسان).
(٤) الزيادة للإيضاح عن م و «ز».
(٥) بالأصل وم : «أبدا» وفي «ز» : «أندا» ولعل الصواب ما أثبت ، يقال : ما نديني من فلان شيء أكرهه أي ما بلني ولا أصابني ، راجع اللسان (ندى).
(٦) كذا بالأصل وم ، وفوقها في «ز» : ضبة ، وكأنه ينبه إلى أنها خطأ ، والمعروف أنه من أهل مصر.
(٧) الزيادة عن «ز» ، وم.