ح وأخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر ، أنا أبو محمّد الجوهري.
قالا : أنا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا علي بن عياش ، نا الوليد بن مسلم ، أنا الأوزاعي ، عن محمّد بن عبد الملك بن مروان أنه حدّثه عن المغيرة بن شعبة.
أنه دخل على عثمان وهو محصور ، فقال : إنك إمام العامة ، وقد نزل بك ما ترى ، وإنّي أعرض عليك خصالا ثلاثا (٢) ، اختر إحداهن : إما أن تخرج فتقاتلهم ، فإنّ معك عددا وقوة ، وأنت على الحق وهم على الباطل ، وإمّا أن تخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه ، فتقعد على رواحلك ، فتلحق بمكة ، فإنّهم لن يستحلوك وأنت بها ، وإمّا أن تلحق بالشام ، فإنهم أهل الشام ، وفيهم معاوية.
فقال عثمان : أما أن أخرج فأقاتل فلن أكون أوّل من خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أمّته بسفك الدماء ، وأما أن أخرج إلى مكة فإنّهم لن يستحلوني بها ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم» ، فلن أكون أنا [إياه](٣) ، وأما أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام ، وفيهم معاوية فلن أفارق دار هجرتي ، ومجاورة رسول الله صلىاللهعليهوسلم [٨٠٥٤].
أخبرنا (٤) أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن زريق (٥) ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (٦) ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يوسف الصياد ، أنا أحمد بن يوسف بن خلاد ، نا الحارث بن محمّد ، نا يعقوب بن القاسم ، أنا يوسف الطلحي ، نا الوليد ، نا الأوزاعي ، عن محمّد بن عبد الملك ، عن المغيرة بن شعبة أنه قال لعثمان حين حصر :
إنه قد نزل بك من الأمر ما ترى ، فاختر بين ثلاث : إن شئت أن تفتح لك بابا سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة ، فلن يستحلوك بها ، وإن شئت أن تلحق
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٤٦ رقم ٤٨١.
(٢) بالأصول : ثلاثة ، والتصويب عن المسند.
(٣) زيادة عن المسند.
(٤) فوقها في «ز» : ملحق.
(٥) الأصل : رزيق ، والتصويب عن «ز» ، وم.
(٦) الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٧٢ ضمن ترجمة يعقوب بن القاسم بن محمد ، أبي يوسف القرشي.