قال : ونا سيف ، عن محمّد ، وطلحة ، وأبي حارثة ، وأبي عثمان قالوا (١) :
لما دخل القوم استولوا على المدينة كتب عثمان إلى الناس يستمدهم في أمصارهم ويخبرهم الخبر ، فيخرج عمرو بن العاص من المدينة متوجها نحو الشام ، فقال : يا أهل المدينة ، والله لا يقيم بها أحد فيدركه قتل هذا الرجل إلّا ضربه الله بذلّ ، من لم يستطع نصره ، فليهرب ، فسار ، وسار معه ابناه : عبد الله ، ومحمّد ، وخرج بعده حسان بن ثابت ، وتتابع (٢) على ذلك من شاء الله ، وخرج آخرون نحو مكة ، ومضى عمرو ، فلما انتهى [إلى](٣) عجلى (٤) من أرض فلسطين نزلها ، وانتظر الأخبار والطريق عليه ، فلما قدمت الرسل على أهل الأمصار ، واجتمعوا جميعا على الإغاثة ، وانتدب لذلك الرجال ، فكان ممن انتدب بالشام : حبيب بن مسلمة الفهري ، ويزيد بن شجعة الحميري ، وكان من المحضضين على ذلك بالشام : عبادة بن الصامت ، وأبو الدرداء ، وأبو أمامة ، وعمرو (٥) بن عبسة في أشباه لهم من الصحابة ومن التابعين : شريك بن خباشة (٦) ، وأبو مسلم ، وعبد الرّحمن بن غنم في أشباه لهم من التابعين (٧).
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن الحصين ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب.
__________________
(١) انظر تاريخ الطبري ٤ / ٥٥٨.
(٢) بالأصول الثلاثة : تبايع ، والمثبت عن المطبوعة.
(٣) زيادة عن «ز» ، وم.
(٤) كذا بالأصول ، ولم أعثر على هذا الموضع. وفي تاريخ الطبري ٤ / ٣٥٧ فلما كان حصر عثمان الأول خرج من المدينة ـ يعني عمرو بن العاص ـ حتى انتهى إلى أرض له بفلسطين يقال لها السبع ، فنزل في قصر يقال له عجلان.
(٥) الأصل : وعمر تصحيف ، والصواب عن م و «ز». انظر في تهذيب الكمال ١٤ / ٢٧٤.
(٦) بالأصول : حباشة ، بالحاء المهملة ، تصحيف ، انظر الاكمال ٣ / ١٩٢.
(٧) بعدها في «ز» : آخر الجزء الثلاثين بعد الثلاثمائة من الأصل. وعلى هامشها كتب :
بلغت سماعا بقراءتي وعرضا على سيدنا القاضي الإمام أبي نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي بسماعه من المصنف.
والملحق بالإجازة ، وابناه القاضيان أبو الفضل محمد وأبو المفاخر علي ، والفقيه أبو محمد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الأربلي ، وكتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي يومي جمعة آخرهما الخامس من جمادى الأولى سنة تسع عشرة وستمائة بزاوية الفقيه نصر المقدسي. وسمع من اسمه في الورقة من الجزء إلى موضع البلاغ وهو آخر المجلس الأول الفقيه أبو الحسن علي بن محمد بن عامر الأنصاري المالقي.
وسمع من المجلس الثاني من موضع اسمه إلى آخر الجزء أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله الرندي وصح ذلك. والحمد لله وحده وصلّى الله على محمد نبيه ورسوله.