عبد الله بن سلام ، فإنه منا رجل صالح.
قال ابن مغفّل : وكنت قد استأمرت ابن سلام في أرضي إلى جنب أرضه ، أن أشتريها ، فقال لي بعد ذلك : إنّ هذه رأس الأربعين سنة ، وسيكون بعدها صلح ، وأمرني بشرائها.
قال سليمان : فقلت لحميد :
كيف ترفعون القرآن على السلطان؟ قال : ألم تر إلى أصحاب الأهواء كيف يتأولون القرآن على السلطان.
تابعه عمرو بن عاصم ، عن سليمان.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الحسن بن علي بن عفّان ، نا الحسن بن عطية بن يحيى القرشي ، نا يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن قيس بن رمّانة ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام.
وكان قيس يكرم ولد يوسف إذا نزلوا ، فقال له يوسف : إنّي لا أدري ما أكرمك به إذا نزلت بي لما كنتم تصنعون إلى من نزل بكم إلّا حديث أحدثكموه فاحفظه مني.
إن عبد الله بن سلام كان مع عثمان في الدار ، فقال لعثمان : لو شئت خرجت ففثأت (١) الناس عنك ، فإنّي خارج أغنى عنك مني عندك ، قال : فقال له عثمان : فافعل ، فخرج عبد الله بن سلام ، فلما رآه (٢) الناس صاحوا في وجهه ، فقالوا : الناموس (٣) ، الناموس ـ ثلاث مرات ـ عبد الله بن سلام.
فقال لهم علي بن أبي طالب : أيها الناس دعوا عبد الله بن سلام فليتكلّم ، فخذوا من حديثه ما شئتم ، فتركوه ، فتكلم ، فقال : أيها الناس ، دعوا عثمان لا تقتلوه خمس عشرة ليلة ، فإن لم يمت أو يقتل إلى خمس عشرة ليلة من ذي الحجة فقدموني فاضربوا عنقي ، فقال الناس : الناموس ، الناموس ، الناموس ، عبد الله بن سلام ، فأخذ بيدي ابني فقال : يا بني رفع سلطان الدّرة ووقع سلطان السيف ، لا يرفع عنهم إلى يوم القيامة ، ثم قال : إنّ لهؤلاء القوم
__________________
(١) فثأت عين فلانا فثأ إذا كسرته وكففته (اللسان).
(٢) الأصل : رأوه ، والتصويب عن ز ، وم.
(٣) الناموس : صاحب السر ، المطلع على باب أمرك ، أو صاحب سر الخير ، والحاذق ، والنمام ، وما تنمس به من الاحتيال (القاموس المحيط).