أخبرنا (١) أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله [بن حمدون ، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الشرقي ، أنا أبو عبد الله](٢) محمّد بن يحيى الذهلي ، نا عبد الرّزّاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ، عن أبيه ، قال :
كان ابن سلام يدخل على رءوس قريش قبل أن يأتي أهل مصر ، فيقول لهم : لا تقتلوا هذا الرجل ـ يعني عثمان ـ فيقولون : والله ما نريد قتله ، قال أفلح : فيخرج وهو متكئ على يدي ، فيقول : والله لتقتلنه.
قال : وقال ابن سلام حين حوصر اتركوا (٣) هذا الرجل أربعين ليلة ، فو الله لئن تركتموه ليموتن إليها ، فأبوا ، ثم خرج إليهم بعد ذلك بأيام ، فقال : اتركوه خمس عشرة ليلة ، فو الله لئن تركتموه ليموتن إليها (٤).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا شيبان ، نا سليمان بن المغيرة ، نا حميد بن هلال ، نا عبد الله بن المغفّل ، قال :
كان عبد الله بن سلام يجيء من أرضه على حمار له يوم الجمعة ، فيذكر ، فإذا قضيت الصلاة أتى أرضه ، فلمّا هاج الناس بعثمان ، قال : يا أيها الناس لا تقتلوا عثمان ، واستعتبوه ، فو الذي نفسي بيده ما قتلت أمّة قطّ نبيّها فيصلح الله الذي بينهم يهريقوا دم (٥) أربعين ألفا ، وما هلكت أمة قط [حتى](٦) يرفعوا القرآن على السلطان ، فقال : لا تقتلوه ، واستعتبوه ، قال : فلم ينظروا فيما قال لهم ، وقتلوه ، قال : فجلس على طريق علي بن أبي طالب حتى (٧) أتى عليه ، فقال : أين تريد؟ قال : أريد العراق ، قال : لا تأت العراق وعليك بمنبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فالزمه ، ولا أدري هل ينجيك فإن تركته لا تراه أبدا ، فقال من حوله : دعنا فلنقتله فقال علي : دعوا
__________________
(١) فوقها في «ز» : ملحق.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و «ز».
(٣) بالأصل : «حوصروا هذا الرجل» ضبطنا العبارة عن «ز» ، وم.
(٤) المصنف الجامع ١١ / ٤٤٤.
(٥) بعدها في المطبوعة ـ وقد سقطت العبارة من الأصل وم و «ز» ـ سبعين ألفا منهم ، وما قتلت أمة قط خليفتها فيصلح الله الذي بينهم حتى يهريقوا دم.
(٦) الزيادة عن م و «ز».
(٧) في م و «ز» : حين.