الرّضوان؟ قال : نعم ، قال (١) : فكبّر ، قال : فقال ابن عمر : تعال (٢) أبيّن لك ما سألتني عنه ، أمّا فراره يوم أحد فأشهد أن الله قد عفا عنه وغفر له ، وأمّا تغيّبه عن بدر فإنه كانت تحته ابنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإنها مرضت فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه» ، وأمّا تغيّبه عن بيعة الرضوان ، فلو كان أحد أعزّ ببطن مكة من عثمان لبعثه ، بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان ، فضرب بها على يده وقال : «هذه لعثمان» ، قال : وقال ابن عمر : اذهب بهذا الآن معك.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر القشيري ، قالا : أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو (٣) بن حمدان.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا : أنا أبو يعلى ، نا وهب بن بقية ، أنا خالد ، عن كليب بن وائل ، عن حبيب بن أبي مليكة ، قال :
إني لقاعد عند ابن عمر ، إذ أتاه رجل ، فقال : أشهد عثمان بدرا؟ قال : لا ، قال : وشهد بيعة الرضوان؟ قال : لا ، قال : فكان ممن تولى يوم التقى الجمعان؟ قال : نعم ، قال : فانطلق ، فقيل له : يا أبا عبد الرّحمن إنّ هذا سيخبر أنك تنقّصت عثمان ، قال : ردّوه عليّ ، قال له ابن عمر : أمّا يوم بدر ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خلّفه لحاجته ، فأسهم له ، ولم يكن يسهم لغائب ، وأما بيعة الرضوان ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثه إلى أهل مكة ، فأخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده فمسحها على كفه وقال : «هذه لعثمان» ، فيد رسول الله صلىاللهعليهوسلم خير من يد عثمان ، وأمّا يوم التقى الجمعان ، فإنّ الله قد عفا عنهم ـ وقال ابن حمدان : عنه ـ اذهب ، فاجهد عليّ جهدك.
رواه مروان بن معاوية الفزاري ، عن كليب ، فأدخل بينه وبين حبيب رجلا :
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان ، نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي ، نا الفزاري ، عن كليب بن وائل ، عن هانئ بن قيس ، عن حبيب بن أبي مليكة ، قال :
__________________
(١) في المسند : قال : فكبر المصري ، فقال ابن عمر.
(٢) بالأصل وم : تعالى. تصحيف ، والصواب ما أثبت.
(٣) الأصل : «عمر» والتصويب عن م ، والسند معروف.