مريضة ، فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه» ، وأمّا غيبته (١) عن بيعة الرضوان ، فإنه لو كان أحد أعزّ ببطن مكة من عثمان لبعثه ، فبعث عثمان ، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكّة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيده اليمنى : «هذه يد عثمان» فضرب بيده الأخرى عليها ، فقال : «هذه لعثمان» ، فقال ابن عمر : اذهب بهذه الآن معك [٧٩٧٨].
أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا يوسف بن محمّد ، قالا : أنا أبو نعيم ، نا.
[ح](٢) وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، نا أبو عوانة وشيبان ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، عن ابن عمر.
أنه قال لرجل : أمّا قولك الذي سألتني عنه : أشهد عثمان بدرا؟ فإنه شغل بابنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فضرب له رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسهمه ، وأمّا بيعة الرّضوان ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثه إلى أهل مكة ، ولو كان أحد ـ وفي حديث أبي نعيم : ولو أن أحدا ـ أوثق في نفسه من عثمان لبعثه ، وكانت البيعة وعثمان غائب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يدي هذه لعثمان» ، فضرب بإحدى يديه على الأخرى ، وأمّا تولّيه يوم التقى الجمعان فأشهد أنّ الله قد عفا عنه ، اذهب بهذا معك [٧٩٧٩].
أخبرنا أبو القاسم الكاتب ، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا أبو عبد الرّحمن (٣) ، حدّثني أبي أحمد ، نا عفان ، نا أبو عوانة ، نا عثمان بن عبد الله بن موهب ، قال :
جاء رجل من مصر يحجّ البيت ، قال : فرأى قوما جلوسا فقال : من هؤلاء القوم؟ فقالوا : قريش ، قال : فمن الشيخ فيهم؟ قالوا : عبد الله بن عمر ، فقال : يا ابن عمر ، إنّي سائلك عن شيء ، أو أنشدك أو نشدتك بحرمة هذا البيت أتعلم أن عثمان فرّ يوم أحد؟ قال : نعم ، قال : فتعلم أنّه غاب عن بدر فلم يشهد؟ قال : نعم ، قال : وتعلم أنه تغيب عن بيعة
__________________
(١) في المسند : تغيبه.
(٢) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٣) مسند أحمد بن حنبل ٢ / ٤٢٣ رقم ٥٧٧٦.