هريرة بن جعفر المخزومي (١) مولى أبي هريرة أن الديباج محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، وعبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب خطبا امرأة من قريش فاختلف عليها في جمالهما ، فجعلت تسأل وتستبحث إلى أن خرجت تريد صلاة العتمة في المسجد ، فرأتهما قائمين في القمر يتعاتبان في أمرها ، ووجه عبد العزيز إليها وظهر محمّد إليها ، فنظرت إلى بياض عبد العزيز وطوله ، فقالت : ما نسأل عن هذين وتزوّجت عبد العزيز ، فجمع الناس وأولم لدخولها ، فبعث إلى محمّد بن عبد الله بن عمرو فدعاه فيمن دعا ، فأكرمه وأجلسه في مجلس شريف ، فلما فرغ الناس برّك له محمّد وخرج وهو يقول :
بينا أرجّي أن أكون وليّها |
|
رميت بعرق من وليمتها سخن |
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير ، حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال :
خرج عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله إلى الحجّ وهو حديث عهد بعرس ، فلما كان يوم النفر الأول يسرع شوقا إلى أهله ، فسبق المسبق إلى العرس فاستحيا أن يدخل نهارا ، فإذا بسفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان قد جاء على بغلة له يتوشى أخبار الموسم ، فلما رأى عبد العزيز قال : ما لك يا ابن أخي لا تدخل المدينة؟ فقال : أستحيي أن أدخلها نهارا أول الناس ، فقال له : أقسمت عليك إلّا ركبت راحلتك ، وأنا معك تشوّقت إلى أهلك وأنت حديث عهد بعرس ، وتجلس عنهم وقد بلغت هذا الموضع ، وقد أخبره عبد العزيز بعرسه ، وتشوقه ، فركب عبد العزيز راحلته ومضى معه سفيان بن عاصم حتى دخلا المدينة ، فدخل عبد العزيز على أهله وقال لهم : عتبوا الراحلة ولا يعلم بمقدمي أحد ، فلم ينشب أن أجعل الناس يستأذنون ، فأذن لهم ، وقال : من الذي أخبركم بمقدمي؟ قال : هاتيك راحلتك قد حلق رأسها وجلّلت ملحفة مصفرة يطاف بها في السوق ، فدخل على زوجته فقال : ما هذا الذي فعلت؟ قالت : تشوقت إليّ وسرّعت وأردت أن أكتم ذاك ، أردت والله أن أظهر للناس حظوتي عندك.
٤١١٢ ـ عبد العزيز بن عبد الحميد اللّخمي الدّاراني
حدّث عن الأوزاعي.
روى عنه يزيد بن محمّد بن عبد الصمد.
__________________
(١) تاريخ بغداد : المحرري.