سنة ، ثم تدور الأدوار الثلاثة عليها مرة أخرى. واتفق وقوع مبدأ الدور الأعظم في الشهر الأوّل من سنة ثلاث وثلاثين وستمائة : ليزدجرد ، واسمه بلغتهم : كادره ، وبلغة العرب : سنة الغار ، وكان دخول أوّل افرودين هذه السنة من سني العرب يوم الخميس ، وهو بلغتهم : سن جن ، ومن هذا اليوم وعلى هذا التاريخ تترتب مبادي سنيهم وأيامهم في الماضي والمستقبل ، وشهورهم اثنا عشر شهرا ، لكل شهر منها اسم بلغة : الخطا ، وبلغة الايعز لا حاجة بنا هنا إلى ذكره.
ويقسمون اليوم الأوّل بليلته اثني عشر قسما ، كل قسم منها يقال له : جاغ ، وكل جاغ ثمانية أقسام ، كل قسم منها يقال له : كه ، ويقسمون اليوم بليلته أيضا عشرة آلاف فنك ، وكل فنك منها : مائة مياو ، فيصيب كل جاغ : ثمانمائة وثلاثة وثلاثين فنكا وثلث فنك ، وكل : كه مائة وأربعة أفناك وسدس فنك ، وينسبون ، كل جاغ إلى صورة من الصور الاثنتي عشرة ، ومبدأ اليوم بليلته عندهم من نصف الليل ، وفي منتصف جاغ كسكو يتغير أوّل النهار وآخره بحسب الطول والقصر من قبل أنّ كل جاغ ساعتان مستويتان ، وفي منتصف النهار ينتصف جاغ يوند ، وهم يكبسون في كل ثلاث سنين قمرية شهرا واحدا يسمونه : سيون ليحفظوا بالكبس مبادي سني الشمس في زمان واحد من سنة أخرى ، ويكبسون أحد عشر شهرا في كل ثلاثين سنة قمرية ، ولا يقع عندهم شهر الكبس في موضع واحد بعينه من السنة ، بل يقع في كل موضع منها ، وكل شهر عدّة أيامه إما ثلاثون يوما أو تسعة وعشرون يوما ، ولا يمكن عندهم أكثر من ثلاثة أشهر متوالية تامّة ، ولا أكثر من شهرين ناقصين.
ومبادي شهورهم ، يوم الاجتماع إن وقع اجتماع النيرين نهارا ، فإن وقع الاجتماع ليلا كان أوّل الشهر في اليوم الذي بعد الاجتماع وزمان السنة الشمسية بحسب أرصادهم ، ثلثمائة وخمسة وستون يوما وألفان وأربعمائة وستة وثلاثون فنكا ، والسنة أربعة وعشرون قسما ، كل قسم منها : خمسة عشر يوما وألفان ومائة وأربعة وثمانون فنكا وخمسة أسداس فنك ، ولكل قسم من هذه الأقسام اسم ، وكل ستة أقسام منها فصل من فصول السنة ، فاسم أوّل قسم من فصولها الحن ، وأوّله أبدا ، حيث تكون الشمس في ست عشرة درجة من برج الدلو وهكذا أوائل كل فصل ، إنما تكون في حدود أواسط البروج الثابتة ، وكان بعد مدخل الحن من أوّل الدور الستينيّ في السنة المذكورة أحد عشر يوما ، وسبعة آلاف وستمائة وستين فنكا ، واسم مدخله بي خايني ، وكان بعد دخول السنة الفارسية المذكورة بنحو عشرين يوما ، ويبعد مدخله عن أوّل الدور الستينيّ ، ويتفاضل البعد بينهما في كل سنة بقدر فضل سنة الشمس على سنة القمر التي هي ثلثمائة وأربعة وخمسون يوما ، وثلاثة آلاف وستمائة واثنان وسبعون فتكا ، ومقدار الفضل بينهما عشرة أيام وثمانية آلاف وسبعمائة وأربعة وستون فنكا ، فإن زادت الأيام على زمان الشهر القمريّ الأوسط الذي هو تسعة وعشرون يوما ، وخمسة آلاف وثمانمائة وستة أفناك ، نقص منها هذا العدد ، واحتسب بالباقي.