الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى ـ إجازة ـ نا أبو عبيد (١) الله الحسين [بن] محمّد بن علي الجوهري ، نا سهل بن أحمد بن أبي الديباجي (٢) ، نا الفضل بن الحباب البصري ، نا محمّد بن سلّام الجمحي ، نا عبد الرّحمن بن عبد الله القرشي ، قال :
رفع إلى المهدي أن الأوزاعي لا يلبس السواد ويحرّمه ، فقال لأبي عبيد (٣) الله وزيره : ادع هذا الشيخ ، فسله عما عنده من تحريم السواد ، فأحضره أبو عبيد الله فقال له : يا شيخ إنه رفع إلى أمير المؤمنين أنك تحرّم السواد فما عندك عنه؟ قال : لا أحرّمه ولكني أكرهه ، قال : وما الذي تكره منه ، فقال الأوزاعي : لم أر محرما أحرم فيه ، ولا عروسا جليت فيه ، ولا ميتا كفّن فيه ، فمن هاهنا أكرهه ، فدخل أبو عبيد الله على المهدي فأخبره بقول الأوزاعي : فاستضحك المهدي وقال : ما أحسن ما تخلص الشيخ ، لا تعرضوا له ، فإنه شيخ (٤) فاضل.
كذا قال المهدي ، وإنّما هو المنصور ، والأوزاعي لم يبق إلى دولة المهدي.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الفضل القطّان ، أنا دعلج بن أحمد ، أنا أحمد بن علي الأبّار ، نا يحيى بن أيوب ، نا الحواري بن (٥) الحواري ، قال :
دخل الأوزاعي على أبي جعفر فلما أراد أن ينصرف استعفى من لبس السواد ، فأجابه ، فلما خرج الأوزاعي قال أبو جعفر للربيع : الحقه فاسأله لم استعفى من لبس السواد ، ولا يعلم أني أمرتك ، فلحقه الربيع ، فقال : يا أبا عمرو رأيتك استعفيت أمير المؤمنين من السواد ، فما بأس بالسواد؟ قال : يا ابن أخي ، لم يحرم فيه محرم قط ، ولا (٦) يكفن فيه ميت قط ، ولم تزين فيه عروس قط ، فما أصنع بلبسه (٧).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر
__________________
(١) في م : «عبد الله» والزيادة التالية عن م.
(٢) في م : «سهل بن أحمد الديباجي» فهو أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي وهو ينتسب إلى صنعة الديباج وعمله ، قاله في الأنساب وفيها روى عنه : أبو محمد الجوهري.
(٣) في م : أبو عبد الله ، تصحيف.
(٤) بالأصل : «شيخ فإنه فاضل» والمثبت عن م.
(٥) كذا بالأصل ، وفي م : الحواري بن أبي الحواري.
(٦) في م : ولم يكفن.
(٧) الخبر من هذا الطريق نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء ٧ / ١٢٦ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ ص ٤٩٦).