الْأَقْرَبِينَ)(١) فقال : يا عباس عم النبي ، يا صفية عمّة النبي ، قل الله عالم ـ وقال المروزي : يا عباس ويا صفية عمّة النبي ـ وقال الأكفاني : يا عباس ويا صفية عمي النبي ، يا فاطمة بنت محمّد ، إنّي لست أغني عنكم من الله شيئا ـ زاد الأكفاني : ألا وقالوا ـ لي عملي ولكم عملكم ، وقد قال عمر بن الخطاب ـ ولم ينسبه الأكفاني ـ لا تقضي بين الناس ـ وقال الأكفاني : لا تقيم أمر الناس إلّا حصيف العقل ، أريب العقدة ـ وقال الأكفاني والمروزي : أرب العقد ـ لا تطلع منه على عورة ، ولا تحمق (٢) على جرة (٣) ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، وقال علي رضياللهعنه وسقط اسم علي من حديث ابن الأكفاني : ـ السلطان أربعة ـ زاد الأكفاني : أمراء ـ فأمير ظلف (٤) نفسه وعماله ، فذاك كالمجاهد في سبيل الله ، يد الله عليه باسطة بالرحمة ، وأمر ظلف وأرتع عماله لضعفه فهو على شفا هلاك إلّا أن يرحم ، ـ وفي حديث المروزي : إلّا أن يترحم ـ وأمير ظلف عماله وأرتع نفسه فذلك الحطمة (٥) التي قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «شر الرعاء الحطمة» [٧١٤٦] فهو الهالك وحده ، وأمير أرتع نفسه وعماله فهلكوا جميعا.
وقد بلغني يا أمير المؤمنين أن جبريل عليهالسلام أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : أتيتك حين أمر الله بمنافيخ النار ، فوضعت على النار لتسعّر إلى يوم القيامة ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «يا جبريل ، صف لي النار» [٧١٤٧] فقال إن الله أمر بها ، فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اصفرت ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا تطفأ ، وقال الأكفاني : لا يضيء لهبها ، ولا جمرها ـ والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب أهل النار ظهر ـ وقال الأكفاني : أظهر ـ لأهل الأرض فماتوا جميعا ، ولو أن ذنوبا (٦) من شرابها صبّ في مياه الأرض جميعا لقتل من ذاقه ، ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله ـ وقال الأكفاني : ذكر الله ـ وضع على جبال الأرض لزالت وما استقلّت (٧) ، ولو أن رجلا أدخل النار ثم أخرج
__________________
(١) سورة الشعراء ، الآية : ٢١٤.
(٢) كذا بالأصل ، وفي م : «تحنن» وفي المختصر : «تحنق» وهو أشبه انظر الحاشية التالية.
(٣) في م : «جرأة» تصحيف ، والجرة ما يخرجه البعير من جوفه ويمضغه ، يقال ما يحنق فلان على جرة وما يكضم على جرة إذا لم ينطو على حقد ودغل (انظر اللسان : حنق).
(٤) ظلف نفسه عن الشيء : منعها عن هواها (اللسان).
(٥) الحطمة : الكثير الأكل (اللسان).
(٦) الذنوب : الدلو التي فيها ماء (اللسان : ذنب).
(٧) أي ارتفعت.