فحملت إليه جماله البطحاء وبطح ، وأكثر فيه البطحاء ، حملت إليه الجمال أياما كثيرة ، والأمير ـ أعزه الله ـ قائم فيه وقاعد لا يبرح ولا ينفك من طلوع الفجر الأبيض وحينا من طلوع الشمس إلى أوقات قد تزيد وتنقص ، مع من (١) يحضر معه من حاشيته ووزرائه وحلقته وأجناده ورعيته ، يحضرون على سبيل التنزه والنظر ، فكان يحضرها من الناس خلق كثير ، مع من يصل من أطراف البلاد من أشراف العرب ورؤسائهم.
وكانت أيام عمارتها أياما مشهورة من كثرة الناس ، وسرهم ما أحياه من آثار أهل الدين. وقد ذكرت أن ابتداء عمارتها في اليوم الثاني من شهر شوال سنة اثنتين وست مئة ، وكان كمال عمارتها في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة وهو يوم الإثنين / يوم عرفة في آخر اليوم ، وصلّي فيها العيد وهي كاملة مكملة على ما حكيتها في الكتاب.
كل ذلك من النهوض وإنفاق الأموال والحضور منه. وأمر بفضّة ، عملت طلعتين كبيرتين وكتب فيهما آيات من القرآن الكريم واسمه ، ووقفهما على المنبرين الشريفين الكريمين ، منبر الجبانة المقدم ذكرها ، ومنبر المسجد الجامع بصنعاء ، لوقت كل خطبة يكونان ، والرمحين اللذين فيهما العلمان (٢) ، وذلك جائز شرعا.
ومما رأيته من بركات الجبانة أنه ما سأل أحد حاجة إلا قضاها على مرور الأيام والساعات.
وصلى هذا الأمير المقدم ذكره في مسجد فروة مرارا في وقت عمارة الجبانة وإقامته فيها.
__________________
(١) الأصل : «ما».
(٢) الأصل : «العلمين».