ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب ، فأخبرني حبيبي جبريل أن أمتي ظاهرة عليها. ثم ضربت الثالثة فبرق منها الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب ، فأخبرني حبيبي جبريل أن أمتي ظاهرة عليها. فأبشروا ببلوغكم (١) النصر ـ قالها ثلاثا ـ (٢) فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله ، موعود (٣) صادق بار ، وعدنا النصر بعد الحصر ، فطلعت الأحزاب فقال المؤمنون : (هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً)(٤) وقال المنافقون : ألا تعجبون يحدثكم ويمنيكم ويعدكم الباطل ؛ يخبركم بأنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وقصور صنعاء وأنها تفتح لكم ، وأنتم تحفرون الخندق من الفرق ولا تستطيعون أن تبرزوا. فأنزل الله تعالى : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً)(٥) وقال الله عزوجل : (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً. وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها)(٦) فاختلف أهل التفسير في المعنى بها ، فقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه يوم (٧) دخل المدائن : هذه التي وعدناها الله تعالى.
السواد بن البنا ، أبو حفص ، أبو عامر ، سفيان عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال : انتهيت إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وهو في قبة / حمراء
__________________
(١) حد ، صف ، س : «ببلوغهم» وهو تصحيف واضح.
(٢) حد : «ثلاث مرات».
(٣) صف : «وعود». مب : «موعد».
(٤) الأحزاب : ٣٣ / ٢٢. وبدايتها : (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا ...).
(٥) الأحزاب : ٣٣ / ١٢. وانظر خبر خط الخندق بمثل هذا النص في الطبري ٢ / ٥٦٧ ـ ٥٧٠. وانظر مصور الخندق في مجموعة الوثائق السياسية لمحمد حميد الله ص ٢٥
(٦) الفتح : ٤٨ / ٢٠ ـ ٢١. وتمامها : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً).
(٧) مب : أسقطت كلمة «يوم» وأبدل فيها كلمة «دخل» ب «دخول».