ثم صلحوا على يدي عبد الملك بن مروان ، فأنت منكر معهم ما تذكر من حسن ظنك بهم ، وخلافهم ، فليس يزال هذا الأمر ينقص حتى يكون أسعد أهل الإسلام أصحاب الحمام والكلاب يعبدون الله على الأمر ، ولا يعرفون حلالا ولا حراما.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل [أنا عبد الله بن جعفر](١) ، أنا يعقوب ، نا هشام بن عمّار ، نا عبد الرّحمن بن الحارث السّلامي ، قال :
سمعت عمير بن هانئ يخطب عند منبر دمشق يقول : يا أيها الناس ، إنّما الهجرة هجرتان : هجرة مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهجرة مع يزيد.
قال (٢) : ورأيت زيد بن واقد ، وبرد بن سنان أتيا الوليد (٣) يحملان رأس الوليد بن يزيد على ترس.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا أحمد بن محمود ، أنا محمّد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد ، نا أبو صالح الحكم بن موسى ، نا عبد الرّحمن بن الحارث السّاحلي ، عن ربيعة بن عبد الرّحمن ، وعبيد الله بن عمر ، قالا :
لا تقل (٤) للرجل وهو ينازع : اتّق الله فإنه يقبح ، وإذا ذكر رجل في قوم بصلاح فلا تقل : سبحان الله ، فإنها غيبة تدفع (٥) ذاك عنه ، وإذا ذكر رجل من قوم بخير فلا تقل : لا إله إلّا الله ، فإنها إنكار ، وفضل السلام على المعرض رياء ، ولا بأس بالقوم إذا كانوا يتزاورون ، ويتهادون ، لا يقطع العرض ذاك أن يكونوا على حالة.
أخبرنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها (٦) ـ قالا (٧) : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
__________________
(١) الزيادة لازمة لتقويم السند عن م.
(٢) القائل عبد الرحمن بن الحارث السلامي ، والخبر في المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٩٧.
(٣) كذا بالأصل وم ، وقوله :
«أتيا الوليد» ليست في المعرفة والتاريخ ، وفي المطبوعة : أتيا يزيد بن الوليد.
(٤) في م : لا يقل.
(٥) الأصل : يدفع ، والمثبت عن م.
(٦) في م : أخبرنا أبو عبد الله الأديب شفاها وفي المطبوعة : أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها.
(٧) في م : «قال» ولبست اللفظة في المطبوعة.