آخر (١) بالأعراب ، ثم يسيرون حتى ينزلوا البصرة فيلبثون بها سنة ، ثم يرسلون إلى أهل الكوفة أن اخرجوا منها قبل أن ننزل (٢) عليكم ، فيخرج أهل الكوفة منها ، فيلحق لاحق ببيت المقدس ، ويلحق لاحق بالمدينة ، ويلحق آخر بمكة ، ويلحق آخرون بالأعراب ، فلا يبقى في الأرض من المسلمين إلّا قتيل أو أسير في أيديهم في دمه ما يشاءون.
فانصرفنا عنه وساءنا الذي حدّثنا ومشينا من عنده غير بعيد ثم انصرف إليه المنتصر بن الحارث فقال : يا عبد الله بن عمرو ، إنك قد حدّثتنا بحديث قد قطعتنا وإنّا لا ندري من يدركه منا ، فحدّثنا هل بين يدي ذلك من علامات (٣)؟ قال : نعم ، لا يعدم عقلك ، بين يدي ذلك أمارة ، قال : فقال له المنتصر : وما الأمارة؟ قال : الأمارة : العلامة ، قال : وما تلك العلامة؟ قال : إمارة الصبيان فإذا رأيت إمارة الصبيان قد طبّقت الأرض ، فاعلم أن الذي حدثتك قد جاء ، فانصرف عنه المنتصر فمشى قليلا ثم رجع إليه ، فقلنا : مهلا على ما تؤذي هذا الشيخ ، قال : والله لا أفارقه حتى يبيّن لي ، فلما رجع بيّن.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) ، أنا مسلم بن إبراهيم ، نا القاسم بن الفضل ، نا طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي ، قال : كان عبد الله بن عمرو إذا جلس لم تنطق قريش ، قال : فقال يوما : كيف أنتم بخليفة يملككم ليس هو منكم ، قالوا : فأين قريش يومئذ ، قال : يفنيها السيف.
أخبرنا (٥) أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا المفضل (٦) بن محمّد الجندي ، نا إبراهيم بن محمّد الشافعي ، نا مسلم بن خالد ، عن ابن خثيم (٧) ، عن عبيد بن سعيد : أنه دخل مع عبد الله بن عمرو بن العاص المسجد
__________________
(١) في ل والمختصر : آخرون.
(٢) عن ل والمختصر وبالأصل : ينزل.
(٣) في ل والمختصر : علامة.
(٤) الخبر في طبقات ابن سعد ٤ / ٢٦٧.
(٥) فوقها في ل : ملحق.
(٦) بالأصل : «الفضل بن محمد الحيري» والمثبت عن ل. والجندي بفتح الجيم والنون وهذه النسبة إلى جند : بلدة من بلاد اليمن مشهورة كما في الأنساب ، ذكره السمعاني وترجم له ترجمة قصيرة.
(٧) عن ل والمطبوعة ، وبالأصل : خيثم.