هي لفظ الليث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، قال : أنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن عمرو ، نا عبد الجبّار بن الورد ، قال : سمعت ابن أبي مليكة يقول : بينما عبد الله بن عمرو بن العاص يصلّي وراء المقام وهو يبكي وقد كسف ـ أو خسف ـ القمر ، إذ مرّ به العلاء بن طارق ، فوقف يسمع ، فقال : ما يوقفك ، يا ابن أخي؟ تعجب من أنّي أبكي ، والله إنّ هذا القمر يبكي من خشية الله ، أما والله لو تعلمون علم اليقين لبكى أحدكم حتى ينقطع صوته ، ويسجد (١) حتى ينقطع صلبه.
أخبرناه أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا نافع بن عمر الجمحي ، عن ابن أبي مليكة ، حدّثني ابن طارق ، قال : مررت بعبد الله بن عمرو وهو ساجد يبكي ، فقمت فرفع رأسه وقال : تعجب من بكائي ، ثم نظر إلى القمر ، فقال : إن هذا ليبكي من خشية الله عزوجل.
وقد روي نحو هذا عن ابن عمر.
أخبرناه أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن المميز ، وأبو محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي الحسين الزناتي (٢) ، قالا : نا إبراهيم بن محمّد ، أنا إبراهيم بن عبد الله (٣) ، نا محمّد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب ، نا أحمد بن بديل الإيامي ، نا ابن (٤) فضيل ، نا عبد الرّحمن بن إسحاق ، عن محارب بن دثار قال : أتيت منزل ابن عمر ، فإذا رجل هو آنس بالدار مني فدخل ثم خرج ، فقال : عجبت من عبد الله بن عمر (٥) ، رأيته يبكي فقال : تعجب من بكائي ، والله إنّ هذا القمر ليبكي من خشية الله ، فمن استطاع منكم أن يبكي (٦) فليبك ، ومن (٧) لم يستطع فليتباك.
__________________
(١) كذا ، وفي ل : ولسجد.
(٢) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في ل. وصححها محقق المطبوعة الرناني نسبة إلى رنان من قرى أصبهان ، وقد ذكر ياقوت في رنان : أحمد بن محمد بن أحمد الرناني استجازه السمعاني.
(٣) عن ل وبالأصل : عبيد الله.
(٤) عن ل وبالأصل : أبي.
(٥) عن ل وبالأصل : عمرو.
(٦) عن ل وبالأصل : «يبك».
(٧) قوله : «ومن لم يستطع فليتباك» سقط من ل.