شريح ، أخبرني شرحبيل بن شريك أنه سمع الحبلي يقول : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : لخير نعمله اليوم أحبّ إليّ من مثليه مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، لأنا كنا مع النبي صلىاللهعليهوسلم (١) تهمنا الآخرة ولا تهمنا (٢) الدنيا ، وإنّا اليوم قد مالت بنا الدنيا.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن إسماعيل ، وأبو عمر بن حيّوية ، قالا : نبأ يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (٣) ، أنا يحيى بن أيوب ، نا شرحبيل بن شريك أن عبد الله بن يزيد المعافري حدّثه ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : لأن أعمل اليوم عملا أقر عليه أحبّ إليّ من ضعفه فيما مضى ، لأنا حين أسلمنا وقعنا في عمل الآخرة ، وأما اليوم فقد خانتنا (٤) الدنيا.
قال : وأنا ابن (٥) حيوية ، نا ابن (٦) صاعد ، نا الحسين ، أنا ابن المبارك ، أنبأ محمّد بن عجلان ، أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :
إن هذا الدين متين ، فأوغلوا فيه برفق ، ولا تبغّضوا إلى أنفسكم عبادة الله عزوجل ، فإن المنبتّ لا بلغ بعدا ، ولا ابقى ظهرا ، أو عمل على عمل امرئ يظن أن لا يموت إلّا هرما ، واحذر حذر امرئ يحسب أن يموت غدا.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم (٧) ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمّد بن إسحاق ، نا قتيبة بن سعيد ، نا الليث بن سعد ، وابن لهيعة ، عن عيّاش (٨) بن عبّاس ، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة أحبّ إليّ من أن أكون عاشر عشرة أغنياء ، فإن الأكثرين هم الأقلّون يوم القيامة ، الّا من قال هكذا وهكذا ، يقول : يتصدق يمينا وشمالا.
__________________
(١) «لأنا كنا مع النبي صلىاللهعليهوسلم» سقط من ل.
(٢) بالأصل : «يهمنا ... يهمنا» واللفظتان مهملتان في ل.
(٣) الخبر في الزهد لابن المبارك ص ٦٢.
(٤) في الزهد والمختصر ١٣ / ١٩٩ ول : خلبتنا الدنيا.
(٥) بالأصل : «أبي» خطأ والصواب ما أثبت ، مرّ السند في الخبر السابق.
(٦) بالأصل : «أبي» خطأ والصواب ما أثبت ، مرّ السند في الخبر السابق.
(٧) حلية الأولياء ١ / ٢٨٨ وسير الأعلام ٣ / ٢٩٠ وتاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ١٦٥.
(٨) بالأصل : «عباس بن عباس» وفي ل بدون إعجام ، وفي الحلية : «عياش بن عياش» والمثبت عن سير الأعلام ٣ / ٢٩٠ وتاريخ الإسلام.