ح قالا : أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا ابن عثمان ـ يعني ـ عبد الله ، أنا عبد الله ، أنبأ كهمس بن الحسن (١) ، عن أبي الأزهر الضبعي (٢) ، عن أبي العالية البرّاء :
أن عبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن صفوان كانا ذات يوم قاعدين في الحجر ، فمرّ بهما ابن عمر وهو يطوف بالبيت ، فقال أحدهما لصاحبه : أتراه بقي أحد خير من هذا؟ ثم قال لرجل : ادعه لنا إذا قضى طوافه ، فلمّا قضى طوافه وصلّى ركعتين (٣) أتاه رسولهما فقال : هذا عبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن صفوان يدعوانك فجاء إليهما. فقال عبد الله بن صفوان : يا أبا عبد الرّحمن ، ما يمنعك أن تبايع أمير المؤمنين؟ ـ يعني ابن (٤) الزبير ـ فقد بايع له أهل العروض (٥) ، وأهل العراق ، وعامة أهل الشام ، فقال : والله لا أبايعكم وأنتم واضعو (٦) سيوفكم على عواتقكم تصيب أيديكم من دماء المسلمين (٧) ، فقال ابن الزبير لابن صفوان : ألهه أو اشغله ، فقال : يا أبا عبد الرّحمن أفي كلّ صلاة تقرأ قال : إني لأستحي من ربّ هذا البيت أن أركع ركعتين لا أقرأ فيهما بأمّ الكتاب فزائدا ـ أو قال : فصاعدا ـ.
قال : ونا يعقوب ، نا عمرو بن عاصم ، نا سليمان بن المغيرة ، نا سعيد الجريري ، نا أبو الأزهر ، عن أبي العالية البرّاء قال : كان ابن الزبير وابن صفوان في المسجد الحرام فذكر نحوه.
قال : ونا يعقوب ، نبأ عارم (٨) أبو النعمان ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب قال : سمعت أبا العالية البرّاء يقول : سمعت ابن عمر يقول : قد وضعوا سيوفهم على عواتقهم لقتل بعضهم بعضا ، تعال : يا عبد الله بن عمر ، أعط بيدك ، بايع.
ح أخبرنا الشحامي ، أنا البيهقي.
__________________
(١) عن ل وبالأصل : الحسين ، خطأ ، ترجمته في سير الأعلام ٦ / ٣١٦.
(٢) بالأصل : الصنعي ، وبدون إعجام في ل.
(٣) بالأصل : ركعتان.
(٤) سقطت من الأصل وأضيفت عن ل.
(٥) العروض : بفتح أوله وآخره ضاد : المدينة ومكة واليمن (معجم البلدان).
(٦) كذا بالأصل ول ، وفي المختصر ١٣ / ١٧٨ والمطبوعة : واضعون.
(٧) زيد في ل : «انتهت رواية زاهر ، وزاد ابن السمرقندي :».
(٨) الأصل : عامر م» والمثبت عن ل.