مررت مع عبد الله بن عمر بخربة فقال : يا مجاهد ناديا خربة أين أهلك؟ أو قال : ما فعل أهلك؟ قال : فناديت ، فقال ابن عمر : ذهبوا وبقيت أعمالهم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد ، حدّثني إبراهيم بن نصر ، حدّثني إبراهيم بن بشار (١) ، قال : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول :
مرّ عبد الله بن عمر على قوم مجتمعين وعليه بردة حسناء ، فقال رجل من القوم : إن أنا سلبته بردته فما لي عندكم؟ فجعلوا له شيئا ، فأتاه فقال : يا أبا عبد الرّحمن بردتك هذه هي لي ، قال : فقال : فإني اشتريتها بالأمس ، قال : قد أعلمتك وأنت في حرج من لبسها ، قال : فخلعها (٢) ليدفعها إليه قال : فضحك القوم ، فقال : ما لكم؟ فقالوا (٣) له : هذا رجل بطال ، قال : فالتفت إليه ، فقال : يا أخي أما علمت أن الموت أمامك لا تدري متى يأتيك صباحا أو مساء ، ليلا أو نهارا ، ثم القبر وهول المطّلع ، ومنكر ونكير ، وبعد ذلك القيامة يوم يحشر (٤) فيه المبطلون ، فأبكاهم ومضى.
أخبرنا أبو الفتوح عبد الخلّاق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله بن محمّد بن علي الأنصاري الهروي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد بن علي بن عمير العمري ـ بهراة ـ أنبأ أبو زكريا يحيى بن عمّار بن يحيى بن عمّار الشيباني ـ إملاء ـ أنا أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي ، أنبأ الصولي ، نا أحمد بن يحيى الشيباني ، نا أبو عبد الله بن الأعرابي ، قال :
أراد رجل أن يعتزل الناس ، فقال له عبد الله بن عمر : إنه لا بدّ لك من الناس ، ولا بدّ للناس منك ، ولكن كن كأصمّ يسمع ، وأعمى يبصر ، وسكوت ينطق ، قال ابن الأعرابي ولبعض الطائيين في هذا :
الناس داء وادوى الداء قربهم |
|
وفي الجفاء لهم قطع المودّات |
__________________
(١) بالأصل ول : يسار ، خطأ والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٣٢٧.
(٢) بالأصل : «فهتلها» وفي ل : «فهتكها» ومثله في المختصر ١٣ / ١٧٤.
وأثبتنا ما جاء في المطبوعة : «فخلعها» نقلا عن شعب الإيمان للبيهقي.
(٣) عن ل والمختصر ، وبالأصل : فقال.
(٤) كذا بالأصل ول ، وفي المختصر : «يخسر» وهو أشبه.