فأتيت سرّيته فقلت : إنّي أريد أن أسألك عن شيء ، فأحب أن تصدقيني ، قالت : سل ، قلت : أليس قد أتت أبا عبد الرّحمن أربعة آلاف من قبل معاوية ، وأربعة آلاف من قبل إنسان ، قالت : بلى ، قلت : إني رأيته يطلب علفا بدرهم نسيئة ، قالت : ما بات حتى فرّقه ، وأخذ القطيفة فألقاها على ظهره ثم ذهب فوجهها ، ثم جاء فقلت : يا معاشر التجّار ، ما تصنعون بالدنيا ، وابن عمر أتته البارحة عشرة آلاف درهم وضحا ، فأصبح اليوم يطلب لراحلته علفا بدرهم نسيئة (١).
أخبرنا أبو علي الحداد ـ في كتابه ـ أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمّد بن (٢) السري بن مهران ، نا الحكم بن موسى ، نا يحيى بن حمزة ، عن برد بن سنان ، عن نافع قال : إن كان ابن عمر ليقسم في المجلس الواحد ثلاثين ألفا ، ثم يأتي عليه شهر ما يأكل فيه مزعة (٣) من لحم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس ـ هو الأصم ـ نا سعد بن محمّد قاضي بيروت ، نا عبد الوهّاب بن الضحاك ، نا ابن عيّاش ، عن مطعم بن المقدام ، عن برد بن سنان ، عن نافع ، عن ابن عمر : أنه ربّما تصدّق في الشهر بثلاثين ألف درهم ، وما يأكل فيه أكلة لحم.
أنبأنا أبو علي الحداد ، قالا (٤) : أنا أبو نعيم (٥) ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا أبو همام السّكوني ، نا إسماعيل ، عن أيوب (٦) ، عن نافع ، قال : بعث معاوية إلى ابن عمر بمائة ألف ، فما حال عليه الحول وعنده منها شيء.
قال : ونا أبو نعيم (٧) نا (٨) أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد ، نا أبي (٩) ، نا عبد الأعلى ، عن برد ، عن نافع ، عن ابن عمر.
أنه كان لا يعجبه شيء من ماله إلّا خرج منه لله عزوجل ، قال : وكان ربّما تصدّق
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٩٥ وسير الأعلام ٣ / ٢١٨ وتاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ٤٦١ ومجمع الزوائد ٩ / ٣٤٧.
(٢) في ل : «ابن أبي السري» والأصل كالحلية.
(٣) المزعة بضم الميم القطعة اليسيرة من اللحم.
(٤) كذا بالأصل ، وليست في ل.
(٥) حلية الأولياء ١ / ٢٩٦.
(٦) «عن أيوب» سقط من ل.
(٧) حلية الأولياء ١ / ٢٩٥.
(٨) عن ل ، وفي الحلية : حدثنا.
(٩) «نا أبي» ليس في ل.