علينا ، فلما رفع الوحي قال : «يا معشر الأنصار قلتم : أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ، ورأفة بعشيرته ، كلّا ، فما اسمي إذا ، كلّا إنّي عبد الله ورسوله ، المحيا محياكم ، والممات مماتكم» ، فأقبلوا يبكون ، وقالوا : يا رسول الله ما قلنا إلّا الضّنّ بالله وبرسوله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله ورسوله يصدّقانكم ويعذرانكم» [٥٨٦٨].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح بن علي ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل البصرة : عبد الله بن رباح الأنصاري.
هذا وهم ، والصحيح أنه من أهل المدينة (١).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله بن الحسن ، أنا علي بن محمّد بن عبد الله ، أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ، أنا محمّد بن أحمد بن البراء ، قال : قال علي بن المديني : ومن أهل المدينة عبد الله بن رباح الأنصاري ، ولا أعلم أحدا روى عن عبد الله بن رباح الأنصاري إلّا أهل البصرة ، ولم يرو عنه أهل المدينة شيئا ، ولكنه قدم من المدينة ، فنزل البصرة ، فروى عنه من أهل البصرة ثابت البناني ، وأبو السّليل ، وخالد بن سمير السّدوسي ، وأبو عمران الجوني (٢) ، وقد روى عبد الله بن رباح هذا عن (٣) غير واحد من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، روى عن أبي قتادة الأنصاري ، وعن أبي حصين ، وأبيّ بن كعب ، ولا نعلمه روى عن أبيّ بن كعب إلّا هذا الحديث ـ يعني حديثا في فضل آية الكرسي ـ وكان أكثر رواية عبد الله بن رباح عن كعب.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.
ح وأنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي محمّد
__________________
(١) والذي يفهم من تهذيب الكمال أنه مدني سكن البصرة ، ونقل المزي عن ابن خراش أنه من أهل المدينة ، وقدم البصرة ، وقال : لا أعلم مدنيا حدّث عنه ، وقال علي بن المديني نحو ذلك ، ونقل عن خالد بن شمير قوله : قدم علينا عبد الله بن رباح البصرة.
(٢) عن م وبالأصل : «الجويني» وقد مرّ في بداية الترجمة «الجوني» صوابا.
(٣) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.