سمعت جلبة في البيت ، فقال بعضهم لبعض : أين وضعه؟ فقال بعضهم : في الصندوق ، فقال بعضهم لبعض : افتحوا الصندوق ، قال : ففتحوه ، فقال بعضهم لبعض : أين هو؟ فقال بعضهم : في السفط ، قال : افتحوا السفط ، فقالوا : لا نستطيع أن نفتحه إنه قد ذكر عليه اسم الله عزوجل ، قال : فاحملوه كما هو ، قال : فحملوه ، فذهبوا به.
قال ابن الزبير : لم آسف على شيء أسفي كيف لم أثب عليهم وهم في البيت.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وأبو المعالي ثعلب بن جعفر السرّاج ، قالا : أنا عبد الدائم بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أبو العبّاس بن الزّفتي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا أبو معاوية ، عن هشام ، عن وهب بن كيسان ، قال : ما رأيت ابن الزبير معطي (١) رجلا كلمة قط لرغبة ولا لرهبة سلطان ولا غيره.
قال : ونا معاوية ، نا هشام ، عن أبيه قال : لما قتل عمر محا الزبير نفسه من الديوان ، فلما قتل عثمان محا ابن الزبير نفسه من الديوان.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني شرحبيل بن أبي عون ، عن أبيه ، قال :
سمعت ابن الزبير يقول على منبر مكة : والله لقد استخلفني أمير المؤمنين عثمان على الدار ، فلقد كنت أنا الذي أقاتل بهم ، ولقد كنت أخرج في (٢) الكتيبة وأباشر القتال بنفسي فجرحت بضعة عشر جرحا وإنّي لأضع اليوم يدي على بعض تلك الجراحات التي جرحت مع عثمان فأرجو أن تكون خير أعمال.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني وهب بن جرير ، عن أبيه ، قال : لما ظهر طلحة والزبير على عثمان بن حنيف ، وكان عاملا لعلي بن أبي طالب على البصرة ، أمن (٣) عبد الله بن الزبير ، وكان يصلي بالناس.
__________________
(١) كذا بالأصل وم.
(٢) في م : من.
(٣) كذا بالأصل وم.