أصبر ، فلما اختلطت الس [يوف وأخذ](١) بعضها بعضا وجد في ربضة (٢) من الروم عشرة حجزة مقتولا وهم حوله قتلى ، وقائم [السيف](٣) في يده قد غرى فبعد نهار ما نزع من يده ، وإن في وجهه لثلاثين ضربة بالسيف.
قال محمّد بن عمر (٤) : فحدّثت بهذا الحديث الزبير بن سعيد النوفلي (٥) ، فقال : سمعت شيوخنا يقولون :
لا ، انهزمت الروم يوم أجنادين انهزموا عند العصر ، فولّوا في كل وجه ، وعسكر المسلمون موضعها (٦) ، فاجتمعوا فيه ، ونصبوا راياتهم ، وبعثوا في الطلب ، ولا يمنعوا (٧) قدر ما يرجع إلى العسكر قبل الليل ، وتقعد الناس حرامهم (٨) ، وقراباتهم ، فقال الفضل بن العبّاس : عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ، فقال عمرو : انطلق في مائة من أصحابك (٩) واطلبوه ، فقال قائل : عهدي بك في الميسرة ، وهو متفرد فانطلق الفضل في أصحابه في الميسرة نحوا من ميل أو أكثر فيجده مقتولا في عشرة من الروم ، قد قتلهم ، ويجد السيف في يده قد غرى قائمه ، فما خلّصوه إلّا بعد عناء ، ثم حفروا له وقبروه ، ولم يصلّ عليه ، ثم رجعوا إلى عمرو فأخبروه ، فرحّم عليه.
قال : محمّد بن عمر : وكان فتح أجنادين يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصدّيق ، قال : وكان عبد الله بن الزبير بن عبد المطّلب يوم قبض النبي صلىاللهعليهوسلم له نحوا (١٠) من ثلاثين سنة ، ولا نعلمه غزا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا روى عنه حديثا.
__________________
(١) الكلمة الأولى : السيوف بقي منها جزء ، وبعده بياض ، والذي استدرك عن أسد الغابة ٣ / ١٣٧.
(٢) الربضة بكسر الراء : مقتل قوم قتلوا في بقعة واحدة (النهاية).
(٣) بياض بالأصل وم ، والمستدرك بين معكوفتين عن سير الأعلام.
(٤) عن م وبالأصل : «حجر» خطأ ، وفي سير الأعلام : قال الواقدي (وهو محمّد بن عمر الواقدي).
(٥) بالأصل : «التوقلي» وفي م : «النوقلي» وكلاهما خطأ والصواب ما أثبت : «النوفلي» عن سير الأعلام ، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٢٧٦.
(٦) كذا ، وفي م : «موضعا» وهو أشبه بالصواب.
(٧) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : يغنوا.
(٨) تقرأ بالأصل وم : «حوامهم» والصواب المثبت عن المطبوعة.
(٩) عن م وبالأصل : أصحابه.
(١٠) كذا بالأصل وم.