لما نزل ابن رواحة للقتال طعن ، فاستقبل الدم بيده ، فذلك به وجهه ثم صرع بين الصفين ، فجعل يقول : يا معشر المسلمين ذبّوا عن لحم أخيكم ، فجعل المسلمون يحملون حتى يحوزوه (١) ، فلم يزالوا كذلك حتى مات مكانه.
قال : ونا معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن عبد العزيز قال : قال بعضهم حين بلغه قتل ابن رواحة : كان أوّلنا فصولا ، وآخرنا قفولا ، كان يصلي الصّلاة لوقتها.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا أبو العبّاس عبيد الله (٢) بن جعفر بن محمّد بن أعين البزار (٣) ـ ببغداد ـ نا إسحاق بن أبي إسرائيل ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن أنس : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم نعى إلى الناس وإلينا جعفرا وابن رواحة ، وزيدا وعيناه تذرفان.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٤) ، حدّثني محمّد بن صالح ـ يعني ابن دينار (٥) ـ عن عاصم بن عمر بن قتادة.
ح قال : وحدّثني عبد الجبّار بن عمارة ، عن عبد الله بن أبي بكر ـ زاد أحدهما على صاحبه في الحديث.
أن جعفر بن أبي طالب لما قتل بمؤتة أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة ، فاستشهد ، ثم دخل الجنة معترضا ، فشقّ ذلك على الأنصار ، فقالوا : يا رسول الله ما اعتراضه؟ قال : «لمّا أصابته الجراح نكل ، فعاتب نفسه ، فشجع ، فاستشهد ، فدخل الجنة ، فسري عن قومه» [٥٨٨٨].
قال (٦) : وأنا أبو عمر ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن
__________________
(١) بالأصل : «تحوزوه» وفي م : «يجوزوه».
(٢) بالأصل وم : «عبد الله» خطأ والصواب ما أثبت ، انظر الحاشية التالية.
(٣) عن م ، وبالأصل : البزار ، انظر ترجمته في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٤٥.
(٤) الخبر في مغازي الواقدي ٢ / ٧٦١ ـ ٧٦٢ باختلاف بسيط.
(٥) «يعني ابن دينار» من كلام المصنف ، وليست في الواقدي.
(٦) القائل الراوي الحسن بن علي ، أبو محمّد الجوهري.