ولنا على بئري (١) حنين موكب |
|
دفع النفاق وهضبة ما تقلع |
نصر النبيّ بنا وكنا معشرا |
|
في كل نائبة تضرّ وتنفع |
درنا (٢) غداة هوازن عنا القنا |
|
والخيل يعفرها عجاج يسطع |
إذ خاف جمعهم النبيّ وأسندوا |
|
جمعا يكاد الشمس منه تخشع |
يدعى (٣) بنو جشم ويدعا وسطه |
|
أبناء (٤) نصر والأسنّة شرّع |
حتى إذا قال النبيّ محمّد |
|
لبني سليم قد وفيتم فارفعوا |
جئنا ولو لا نحن أجحف بأسهم |
|
بالمؤمنين واحرزوا ما جمّعوا |
وقال عباس بن مرداس أيضا في يوم حنين (٥) :
ما بال عينك فيها عائر سهر |
|
مثل الحماصة أغضى فوقها الشعر (٦) |
عين تأوّبها من شجوها أرق |
|
فالماء يغمرها طورا وينحدر |
كأنه نظم درّ عند ناظمة |
|
تقطّع السلك منه فهو يبتدر |
أبعد منزل من ترجو مودّته |
|
ومن جفا دونه الصفوان (٧) والحفر |
دع ما تقادم من عهد الشباب فقد |
|
ولّى وزاد عليه الشيب والزعر |
واذكر بلاء سليم في مواطنها |
|
ومن سليم لأهل الفخر مفتخر |
قوم هم نصروا الرّحمن واتّبعوا |
|
دين الرسول وأمر الناس مشتجر |
لا يغرسون فسيل النّخل وسطهم |
|
ولا تخاور في مشتاهم البقر |
إلّا سوابح كالعقبان مقربة |
|
في حرّة حولها الأعطان والعكر (٨) |
يدعا خفاف وعوف في منازلها |
|
وحيّ ذكوان لا ميل ولا ضجر (٩) |
__________________
(١) بالأصل وم : «وليها على يهدي» والمثبت عن ابن هشام.
(٢) في ابن هشام : ذدنا غداتئذ هوازن بالقنا.
(٣) بالأصل وم : «فدعا» والمثبت عن المطبوعة ، وفي ابن هشام : تدعى.
(٤) في ابن هشام : أفناء.
(٥) الأبيات في سيرة ابن هشام ٤ / ١٠٨ ـ ١٠٩.
(٦) في ابن هشام : «الحماطة» وفي م : «أعفا» وبالأصل «انما» والمثبت عن ابن هشام ، وفيها أيضا : الشفر بدل الشعر.
(٧) في ابن هشام : الصمان فالحفر ، وهما موضعان.
(٨) ابن هشام : في دارة حولها الأخطار والعكر.
(٩) خفاف وعوف وذكوان ، قبائل.