عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : قال أبي يا بني (١) إن الكذب ليس بأحد من هذه الأمة أقبح منه بي وبك وبأهل بيتك ، يا بني لا يكوننّ (٢) شيء مما خلق الله أحبّ إليك من طاعته ، ولا أكره إليك من معصيته ، فإنّ الله ينفعك بذلك في الدنيا والآخرة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الفهري المصري ـ بمكة ـ أنا عبد الله بن محمّد الفقيه الشافعي ، نا محمّد بن إسحاق بن راهويه ، نا محمّد بن الهيثم بن عدي ، عن أبيه ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن ابن عباس قال :
كان العبّاس بن عبد المطلب كثيرا ما يقول : ما رأيت أحدا أحسنت إليه إلّا أضاء ما بيني وبينه ، وما رأيت أحدا أسأت إليه إلّا أظلم ما بيني وبينه ، فعليك بالإحسان واصطناع المعروف ، فإنّ ذلك يقي مصارع السوء.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، ومحمّد بن أحمد بن علي السمسار ، قالا : نا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، نا المحاملي ، نا عبد الله بن شبيب ، نا إبراهيم بن المنذر ، حدّثني محمّد بن الضحاك ، عن أبيه قال :
كان العبّاس بن عبد المطلب يكون له الحاجة إلى غلمانه وهم بالغابة (٣) فيقف على سلع (٤) وذلك من آخر الليل فيناديهم فيسمعهم. قال أبو سعيد (٥) : ذلك نحو من تسعة أميال (٦).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا القاضي أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن زبر الرّبعي ، نا إسماعيل بن إسحاق ، أنا نصر بن علي ، أنا الأصمعي قال : كان
__________________
(١) بالأصل : «بابى» والمثبت عن م.
(٢) بالأصل وم : تكوتن.
(٣) الغابة : موضع قرب المدينة من ناحية الشام فيه أموال لأهل المدينة ، وقال الواقدي : الغابة بريد من المدينة على طريق الشام.
ونقل ياقوت خبر العباس ثم قال : وبين سلع والغابة ثمانية أميال.
(٤) سلع : جبل بسوق المدينة.
(٥) في المطبوعة : أبو سعد.
(٦) نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق الضحاك بن عثمان الحزامي ٢ / ٩٥.