ضرع الصغير ورقّ الكبير ، وارتفعت الشكوى ، وأنت تعلم السر وأخفى ، اللهم فأغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا ، فإنه لا ييأس من رحمتك إلّا القوم الكافرون ، قال : فما تمّ كلامه حتى أرخت السماء مثل الجبال.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو بكر بن سيف ، نا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر التميمي ، عن محمّد بن عبيد الله قال :
وخرج عمر بالناس إلى الاستسقاء ، وخرج بالعبّاس وبعبد الله فخطب وصلّى بالناس ركعتين ، فلما قضى صلاته تأخر حتى كان بين العبّاس وعبد الله ، ثم أخذ بعضديهما وقال : اللهمّ هذا عمّ نبيك نتقرب (١) إليك به فما بلغوا بيوتهم حتى خاضوا الماء ، وإنه لبين العباس وعبد الله.
أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد ، وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن (٢) ، قالوا : أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس ، نا أحمد بن سليمان بن داود ، نا الزبير بن عبد الله ، حدّثني يحيى بن محمّد ، عن نعيم بن أيوب ، عن الكلبي ، عن أبي صالح.
أن الأرض أجدبت على عهد عمر بن الخطاب حتى التقت [الرعاء وألقت](٣) العصا ، وعطلت النّعم ، وكسر العظم ، فقال كعب الأحبار : يا أمير المؤمنين إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم أشباه هذا استسقوا بعصبة الأنبياء ، فقال عمر : هذا عمّ النبي صلىاللهعليهوسلم وصنو أبيه ، وسيّد بني هاشم ، فشكا إليه عمر ما فيه الناس ، فصعد عمر المنبر ، وصعد معه العباس ، فقال عمر : اللهمّ إنا توجهنا إليك بعمّ نبيّك وصنو أبيه ، فاسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، ثم قال عمر : قل يا أبا الفضل ، فقال العباس : اللهمّ إنه لم ينزل بلاء إلّا بذنب ، ولم يكشف إلّا بتوبة ، وقد توجّه بي القوم إليك لمكاني من نبيّك ، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ، ونواصينا بالتوبة ، فاسقنا الغيث ، فأرخت السماء
__________________
(١) في م : نتقرب به إليك.
(٢) في م : «ابنا الحسين» خطأ والصواب ما أثبت ، واسمه : الحسن بن أحمد بن عبد الله ، أبو علي البغدادي ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٣٨٠.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن م.