أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، أنا عبد الرزاق قال : سمعت الأوزاعي يقول : أخبرني هارون بن رئاب (٢) ، عن الأحنف بن قيس قال : دخلت مسجد بيت المقدس فوجدت فيه رجلا يكثر السجود ، فوجدت في نفسي من ذلك ، فلما انصرف قلت : أتدري على شفع انصرفت أم على وتر؟ قال : إن لا أدري ، فإنّ الله يدري ثم قال : أخبرني حبيبي أبو القاسم صلىاللهعليهوسلم ـ ثم بكا ـ ثم قال : أخبرني حبيبي أبو القاسم صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «ما من عبد يسجد لله سجدة إلّا رفعه الله بها درجة ، وحطّ عنه بها خطية ، وكتب له بها حسنة» قال : قلت : أخبرني من أنت يرحمك الله؟ قال : أنا أبو ذرّ صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فتقاصرت إلى نفسي [٥٢٧٣].
أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قال : قرئ على أبي محمّد الجوهري ونحن نسمع ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) قال في الطبقة الأولى من أهل البصرة : الأحنف بن قيس ، واسمه الضّحّاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة (٤) بن النّزّال بن مرّة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، وأمّه من بني قراض من باهلة ، ويكنى الأحنف ؛ أبا بحر. وكان ثقة مأمونا ، قليل الحديث ، وقد روى عن عمر بن الخطّاب ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي ذرّ ، وكان الأحنف صديقا لمصعب بن الزبير ، وقد وفد عليه بالكوفة ومصعب بن الزبير يومئذ وال عليها ، فتوفي الأحنف عنده (٥) بالكوفة ، فرئي مصعب في جنازته يمشي بغير رداء.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد البلخي ، أنبأ أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن ، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد الفارسي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، ثنا جدي يعقوب ، قال : والأحنف صفة ليس باسم ، هو ابن قيس بن معاوية بن (٦)
__________________
(١) مسند الإمام أحمد ط دار الفكر ٨ / ١٠٤ رقم ٢١٥٠٨.
(٢) عن المسند ، وبالأصل : «ريات» وانظر تهذيب الكمال ١ / ٤٧٨.
(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ٩٣ و ٩٧.
(٤) عن ابن سعد وبالأصل : قتادة.
(٥) عن ابن سعد وبالأصل : عليها.
(٦) بالأصل : عن ، خطأ.