أن صهيبا أقبل مهاجرا نحو النبي صلىاللهعليهوسلم وتبعه نفر من قريش مشركون ، فنزل فانتبل كنانته فقال : قد علمتم يا معشر قريش أني أرماكم رجلا بسهم ، وأيم الله لا تصلون إليّ حتى أرميكم بكلّ سهم في كنانتي ، ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ، ثم شأنكم بعد ذلك ، وقال : إن شئتم دللتكم ، قالوا : فدلنا على مالك بمكة ونخلي عنك (١) ، فتعاهدوا على ذلك ، فدلّهم ، وأنزل الله عزوجل على رسول القرآن (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ، وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) حتى فرغ من الآية ، فلما رآني النبي صلىاللهعليهوسلم صهيبا (٢) قال : «ربّح البيع أبا يحيى ، ربّح البيع أبا يحيى ، ربّح البيع أبا يحيى» وقرأ عليه القرآن [٥٢٣٢].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا حجّاج بن المنهال ، ثنا حمّاد بن سلمة عن (٣) علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب قال : أقبل صهيب (٤) مهاجرا فلما رآه رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ربّح البيع أبا يحيى» [٥٢٣٣].
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا : أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، نا سليمان بن أحمد بن أيوب (٥) ، نا علي بن المبارك الصّغاني (٦) ، نا زيد بن المبارك ، نا محمّد بن ثور ، عن ابن جريج في قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ) نزلت في صهيب بن سنان ، وأبي ذرّ وان الذي أدرك صهيبا بطريق المدينة قنفذ بن عمير بن جذعان.
قال (٧) : ثنا محمّد بن ثور ، عن ابن جريج قال : زعم عكرمة مولى ابن عباس أن صهيبا افتدى من أهله بماله ، ثم خرج مهاجرا ، فأدركوه بالطريق ، فخرج لهم مما بقي من ماله.
__________________
(١) بالأصل : ويحلى عنه.
(٢) كذا بالأصل : ولعله : «فلما رأى النبي صلىاللهعليهوسلم صهيبا».
(٣) بالأصل : «بن» خطأ.
(٤) بالأصل : صهيبا.
(٥) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٨ / ٢٩ رقم ٧٢٨٩.
(٦) الطبراني : الصنعاني.
(٧) المعجم الكبير رقم ٧٢٩٠.