ثم أقبل النبي صلىاللهعليهوسلم وعمر آخذ باللجام ، والعباس آخذ بالثّغر (١) ، قال : فنادى العباس : أين المهاجرون ، أين أصحاب سورة البقرة ، بصوت عال (٢) ، هذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأقبل الناس والنبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «قدماها» :
أنا النبي لا كذب |
|
أنا ابن عبد المطلب» |
قال : فأقبل المسلمون فاصطكوا بالسّيوف ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «الآن حمي الوطيس».
رواه محمّد بن بكير ، وإسحاق بن إدريس ، عن أيوب ، عن جابر نحوه [٥٠٥٦].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، نا عمر بن عثمان المخزومي ، عن عبد الملك بن عبيد قال : محمّد بن عمرو : ثنا خالد بن إلياس عن منصور ، عن عبد الرّحمن الحجبي ، عن أمّه وغيرها ، وعماد الحديث عن عمر بن عثمان ، قالوا :
كان (٣) شيبة بن عثمان رجلا صالحا له فضل ، وكان يحدّث عن إسلامه ، وما أراد الله به من الخير ، ويقول : ما رأيت أعجب مما كنا فيه من لزوم ما مضى عليه من الضلالات آباؤنا ، ثم يقول : لما كان عام الفتح ودخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكة عنوة قلت : أسير مع قيس إلى هوازن بحنين ، فعسى إن اختلطوا أن أصيب من محمّد غرّة وأثأر (٤) منه فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها ، وأقول لو لم يبق من العرب والعجم أحدا إلّا اتّبع محمّدا (٥) ما اتّبعته أبدا ، فكنت مرصدا لما خرجت له ، لا يزداد الأمر في نفسي إلّا قوّة ، فلما اختلط الناس ، اقتحم الناس رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن بغلته ، وأصلتّ السيف ودنوت أريد ما أريد منه ، ورفعت سيفي حتى كدت أسوّره (٦) فرفع لي شواظ (٧) كالبرق من نار
__________________
(١) غير واضحة بالأصل ، والصواب ما أثبت عن اللسان ، والثغر محركة السير الذي في مؤخر السرج.
(٢) بالأصل : قال ، ولعل الصواب ما أثبت.
(٣) بالأصل : كانوا.
(٤) كان أبوه عثمان بن أبي طلحة قد قتل يوم أحد كافرا.
(٥) بالأصل : محمد.
(٦) سوره أي علاه ، (اللسان).
(٧) الشواظ : اللهب الذي لا دخان له.