الزيارة وصلة بين الحي والميت لئلا يحصل قطع المودّة والصّلة بين الأحياء والأموات ، وهي علاقة روحانية جارية بين المؤتلفات من النفوس ، كما قال (ع) «خلق الله الأرواح جنودا مجنّدة ما تعارف ائتلف ، وما تناكر منها اختلف» (١).
وقد ورد من الروايات في مشروعية زيارة النبي (ص) والأئمة (ع) ، وشدّ الرحال إليهم ، وزيارة قبور الأنبياء والأوصياء والشهداء والعلماء والمؤمنين ما لا يحصى ، وأمرها عظيم وفضلها جسيم. وقد ورد على سبيل العموم : «من زار أخاه في جانب الله ، أي قصده ابتغاء وجه الله ، فهو زوره ، وحق على الله أن يكرم زوره ، أي قاصديه» (٢). وفيه : «من فعل كذا ، فقد زار الله في عرشه» (٣).
قال الصدوق : زيارة الله زيارة أنبيائه وحججه ، ومن زارهم ، فقد زار الله عزوجل ، كما أنّ من أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله ، ومن تابعهم فقد تابع الله. قال الله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله)(٤) وليس ذلك ما تتأوّله المشبهة (لعنهم الله) تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وفي الدعاء : «اللهم اجعلني من زوّارك ، أي من القاصدين إليك ، والملتجئين إليك» (٥).
__________________
(١) المازندراني ، المولى محمد صالح ، شرح أصول الكافي ، ج ٩ ، ص ٣٩.
(٢) الحراني ، تحف العقول عن آل الرسول ، ص ٧.
(٣) الكليني ، الكافي ، ج ٤ ، ص ٥٨٥.
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ٣١.
(٥) الطريحي ، مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٣٠٥.