المقدمة الثانية
ترجمة حياة السيد مهدي القزويني
كتب هذه الترجمة ولده العلّامة السيد حسين القزويني ، وهو الإبن الثالث له. كان عالما مجتهدا ، وشاعرا جزلا ، له مجموعة شعرية رائقة. ولو لا اشتغاله بالفقه ، وظروف عصره التي تعدّ موهبة الشعر وصناعته منقصة على صاحبه لكان من شعراء العربيّة المبرّزين في عصره ، وما بعده من العصور.
قال عنه معاصره السيد محسن الأمين : كان عالما فاضلا أديبا شاعرا بليغا ، من الحفّاظ ، كريم الأخلاق ، جهبذا مهيبا. وكانت داره بالنجف مجمع الفضلاء والأدباء ، تلقى فيها المحاضرات ، وينشد فيها الشعر. ومجلسه ملتقط الفوائد والفرائد. المهابة تعلوه ، والجلالة رداؤه ، والرقّة تتقاطر من ألفاظه (١).
ووصفه المؤرّخ اليعقوبي بقوله : رأيته بالحلة في نادي أخيه أبي المعزّ السيد محمد ، فما رأيت أملأ للعين منه. وكان كما وصفه السيد الأمين في الأعيان ، بل وفوق ذلك (٢)
وقد رثاه شعراء عصره بمراث عديدة ، جمعها الشيخ جواد الشبيبي ، وقدّم لكلّ قصيدة مقدّمة عرّف بشاعرها بطراز أدبي مسجّع. وأحتفظ بنسخة الأصل ، وهي تشكّل ديوانا لشعراء العراق أوائل القرن العشرين.
ومن مؤلفاته تعليقات على كتاب الرسائل للأنصاري ، وحاشية اللمعة ، وكتاب في الفقه ، ورسالة في مقدمة الواجب. وله ديوان شعر جمعه تلميذه السيد مهدي البغدادي.
__________________
(١) أعيان الشيعة ، ج ٢٧ ، ص ٢٩١.
(٢) البابليات ، ج ٢ ، ص ١٢٢.