قوله : (رُخاءً حَيْثُ أَصابَ) قال : الرّخاء : المطيعة ، قال : وأما قوله (حَيْثُ أَصابَ) قال : أراد.
أخبرنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه ، أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد ، نا عمرو بن إسحاق ، نا أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة ، عن أخيه محفوظ ، عن ابن عائذ (١) قال : قال عبد الله بن عمرو : قال لنا النبي صلىاللهعليهوسلم :
«إن الله لينظر إلى الكافر ولا ينظر إلى الزهي (٢) ، ولقد حملت سليمان بن داود الريح وهو متكئ فأعجب واختال في نفسه فطرح على الأرض» [٤٩٣٦].
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا ، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه ، نا علي بن خشرم (٣) ، أنا الفضل بن موسى ، عن الفضيل بن عياض قال :
كان سليمان بن داود إذا أراد أن يركب وضع له ستمائة ألف كرسي تحمله الريح ، وتظلله الطير والغمام فوق ذلك ، فبينا هو يسير إذ مرّ بحرّاث يعمل في زرعه فاستوقفه فوقف غير مستكبر ، فأما أتاه وإما ساءله فقال له : يا نبي الله حك في نفسي شيء لم أجد له موضعا غيرك ، قال : وما هو؟ قال : أرأيت ما مضى من ملكك هذا هل تجد لشيء منه لذة قال : لا ، قال : فما بقي قال : ولا. قال : ما أراك سبقتني من الدنيا إلّا باليسير.
قال فضل فأخبرني غير الفضيل أن سليمان قال له : هل لك أن تصحبني؟ قال : فما تصنع بي؟ قال : أصنع بك خيرا ، قال : هل تزيد في رزقي؟ قال : لا ، قال : فهل تزيد في عمري؟ قال : لا ، قال : فما أصنع بصحبتك.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي ، نا جرير ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان لداود تسع
__________________
(١) بالأصل : «عائد» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ كثيرا.
(٢) كذا بالأصل ، وفي النهاية لابن الأثير : «المزهو».
والزهو : الكبر والفخر ، يقال زهي الرجل فهو مزهوّ ، هكذا على سبيل المفعول وإن كان بمعنى الفاعل ، وفيه لغة أخرى : زها يزهو زهوا (النهاية).
(٣) بالأصل : حشبرم ، خطأ والصواب ما أثبت عن هامش م. ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٥٥٢.