حملت الريح ذلك فألقته في مسامع سليمان ، قال : (فَتَبَسَّمَ) سليمان (ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها ، وَقالَ : رَبِّ أَوْزِعْنِي)(١) يعني ألهمني (أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ)(٢) يعني أن أؤدي شكر ما أنعمت (عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ ، وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ)(٣) يعني مع الصالحين.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا أبو القاسم بن فناكي ، نا محمّد بن هارون ، نا أحمد بن يوسف ، نا خلف ، نا إسماعيل ، حدّثني عبد الصمد بن معقل قال : ذكر وهب بن منبّه سليمان وتعظيم ملكه :
أنه كان له في رباطه اثنا (٤) عشر ألف حصان ، وكان يذبح لغدائه كل يوم سبعين ثورا معلوفا (٥) وستين كرا من الطعام سوى الكباش والصيد والطير ، فقيل لوهب : يا أبا عبد الله ، أكان يسع هذا ما له؟ قال : كان إذا ملك الملك على بني إسرائيل اشترط عليهم أنهم رقيقه وأن أموالهم له ، ما شاء أخذ منها ، وما شاء ترك.
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي سعد ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الدّيبلي ، نا أبو عبيد الله ، نا سفيان ، عن أبي شيبان ، عن سعيد بن جبير قال :
كان يوضع لسليمان بن داود عليهالسلام ثلاثمائة ألف كرسي فيجلس مؤمني الإنس مما يليه ، ومؤمني الجن من ورائهم ، ثم يأمر الطير الريح فتحمله.
رواه المنهال ، فزاد فيه ابن عباس.
أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفّر ، وأبو عبد الله الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب ، وأم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا ، قالوا : أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن ، نا أبو الليث نصر بن القاسم بن نصر بن يزيد الفرائضي ، نا أحمد بن عمر الوكيعي ، نا أبو معاوية ، نا الأعمش ، عن المنهال بن (٦) عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
كان سليمان بن داود يوضع له ستمائة ألف كرسي ثم يجيء أشراف الإنس
__________________
(١) سورة النمل ، الآية : ١٩.
(٢) سورة النمل ، الآية : ١٩.
(٣) سورة النمل ، الآية : ١٩.
(٤) بالأصل : اثني عشر.
(٥) بالأصل : مغلوبا ، والمثبت عن م ، وانظر مختصر ابن منظور ١٠ / ١٤٠.
(٦) بالأصل «عن» خطأ ، والصواب ما أثبت عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٥ / ١٨٤.