فيجلسون مما يليه ، ثم يجيى أشراف الجن حتى يجلسوا مما يلي الإنس ، ثم يدعو الطير فتظلهم ، ثم يدعو الريح فتحملهم فيسيرون.
قال ابن السمط : فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر ، قال : فبينما هو ذات يوم يسير إذ احتاج إلى الماء ، وهو في فلاة من الأرض قال : فدعا الهدهد فنقر الأرض فأصاب موضع الماء ، فجاءت الشياطين إلى المكان فيسلخونه كما يسلخ الإهاب حتى استخرجوا الماء. فقال له نافع بن الأزرق : يا وصاف أرأيت قوله : الهدهد يجيء فينقر الأرض فيصيب موضع الماء ، فكيف يعرف هذا. ولا يعرف الفخ حتى يقع في عنقه؟ فقال ابن عباس : ويحك ، إن القدر حال دون البصر.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني علي بن حمشاد ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا سليمان بن حرب ، نا حمّاد بن زيد ، عن الزبير بن الخرّيت (١) ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان الهدهد يدل سليمان على الماء ، فقلت : وكيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ يلقى عليه التراب ، فقال : أعضك بهن أبيك ولم يكن إذا جاء القضاء ذهب البصر.
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز ، نا أحمد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا طاهر بن حمّاد بن عمرو النّصيبي ، حدّثني إدريس بن سنان ، أبو إلياس قال :
بلغنا ـ والله أعلم ـ عن صفة كرسي سليمان بن داود بحكمته أنه صنع دفوف الكرسي من عظام الفيلة ، وفصصها بالدّرّ وبالياقوت والزّبرجد واللؤلؤ صنعه صنعة لم يصنع مثلها من مضى ، ولا صنعها من بقي بعده ، ثم جعل له ست درجات بعضها فوق بعض ، وجعل بين كل درجتين شبرا (٢) وجعل كل درجة منها مفصصة بالياقوت والزّبرجد واللؤلؤ ، وحفف الكرسي من جانبيه كليهما بنخل من ذهب ، وعناقيدها ياقوت وزبرجد ولؤلؤ ، وجعل رءوس النخل من أحد جانبي الكرسي طواويس من ذهب ، وجعل من جانبه الآخر نسورا من ذهب مقابلة الطواويس ، وجعل عن يمين
__________________
(١) بالأصل وم : الحريت خطأ والصواب ما أثبت بالخاء ، ضبطت عن تقريب التهذيب بكسر المعجمة وتشديد الراء المكسورة بعدها تحتانية ساكنة ثم فوقانية.
(٢) عن مختصر ابن منظور ١٠ / ١٤١ وبالأصل وم : سرا.