أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر الذهبي ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : وقال أبو ضمرة أنس بن عياض اللّيثي (١) :
حج هشام بن عبد الملك فجاءه سالم بن عبد الله فأعجبته سحنته فقال له : أي شيء تأكل؟ قال : الخبز والزيت ، قال : فإذا لم تشتهه (٢)؟ قال : أخمّره حتى أشتهيه ، فعانه (٣) هشام فمرض ومات ، فشهده هشام وأجفل الناس في جنازته فرآهم هشام فقال : إن أهل المدينة لكثير ، فضرب عليهم بعثا أخرج فيه جماعة منهم فلم يرجع منهم أحد ، فتشاءم به أهل المدينة وقالوا : عان فقيهنا ، وعان أهل بلدنا.
قال الزبير : ولم أسمعه من أبي ضمرة ، حدّثنيه عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأ جدي ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا نصر بن علي ، قال : خبرنا الأصمعي ، قال : توفي سالم بن عبد الله في سنة خمس ومائة.
قرأنا على أبي غالب ، وأبي عبد الله ابني البنّا ، عن أبي الحسن بن مخلد ، أنبأ علي بن محمّد بن خزفة (٤) ، أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني ، نا ابن أبي خيثمة ، نا أحمد بن حنبل ، حدّثني حمّاد بن خالد الخياط ، قال : زعم عبد الله العمري أن القاسم وسالما مات أحدهما في سنة ست والآخر في سنة خمس ومائة ، قال أحمد : سالم سنة ست ومائة ـ يعني مات ـ.
قرأت على أبي غالب عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، قال : وقرئ على سليمان بن إسحاق بن الخليل ، نا الحارث بن أبي أسامة ، قالا : نا محمّد بن سعد (٥) ، قال : مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة في آخر ذي الحجة ، وهشام بن عبد الملك يومئذ بالمدينة ،
__________________
(١) الخبر نقله الذهبي في السير من طريق أبي ضمرة الليثي ٤ / ٤٦٣ وبغية الطلب ٩ / ٤١٣٦ وانظر ابن سعد ٥ / ٢٠٠ ـ ٢٠١.
(٢) بالأصل : تشتهيه.
(٣) أي أصابه بالعين ، (انظر اللسان : عين).
(٤) إعجامها مضطرب بالأصل وم ، والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مضى قريبا.
(٥) طبقات ابن سعد ٥ / ٢٠٠ ـ ٢٠١.