وكان حج بالناس تلك السنة ، ثم قدم المدينة فوافق موت سالم بن عبد الله فصلّى عليه.
قالا (١) : وأنا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، عن أفلح ، وخالد بن القاسم ، قالا : صلّى هشام بن عبد الملك على سالم بن عبد الله بالبقيع لكثرة الناس ، فلما رأى هشام كثرتهم بالبقيع قال لإبراهيم (٢) بن هشام المخزومي : اضرب على الناس بعث أربعة آلاف ، فسمي عام الأربعة آلاف ، قال : فكان الناس إذا دخلوا الصائفة خرج أربعة آلاف من المدينة إلى السواحل ، فكانوا هناك إلى انصراف الناس وخروجهم من الصائفة.
أنبأنا أبو القاسم تمام بن عبد الله المظفّر المقرئ ، أنا عبد الله بن الحسن بن حمزة بن أبي فجة البعلبكّي ـ قراءة عليه ـ أنا أبو نصر بن الجبّان (٣) ـ إجازة ـ أنبأ أبو سليمان بن زبر ، أنا أبي ، نا أحمد بن عبيد ، نا الهيثم بن عدي ، عن عبد الرّحمن بن محمّد ، عن عبد الرّحمن بن القاسم ، قال : كان أبي لا يدخل منزله إلّا تأوّه فقلت : يا أبة إنك لتصنع شيئا ما كنت تصنعه ولا كنت أسمعه منك ، وما أخرج ذلك منك إلّا جوى ، قال : أي بني ما انتفعت بنفسي مذ مات سالم.
قال الهيثم : الجوى : داء باطن ، يقال منه : رجل جو وامرأة جوية.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا علي بن محمّد بن عبد الله ، أنبأ عثمان بن أحمد ، أنا محمّد بن أحمد بن البراء ، قال : قال علي بن المديني : مات سالم بن عبد الله سنة مائة.
هذا وهم ، وقد سقط منه ست بعد سنة.
قال : وأنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، حدّثني حيوة ، نا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة ، قال أبو بكر : ومات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة فصلّى عليه هشام ، وصلّى هشام على طاوس بين الركن والمقام في هذه السنة قبل التروية بيوم أو يومين.
__________________
(١) بالأصل وم : قال ، والصواب ما أثبت ، قياسا إلى السند السابق.
(٢) في م : قال لأبي معين بن هشام.
(٣) مهملة في م بدون نقط.