أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا الحسن بن علي بن عفان ، نا أبو يحيى الحمّاني (١) ، عن أبي سعد ، قال : كان سالم بن عبد الله رجلا غليظا كأنه جمال فسأله بعض الأمراء : ما إدامك أو طعامك؟ قال : الخل والزيت ، قال : فإذا لم تشتهه (٢)؟ قال : أدعه حتى أشتهيه.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم (٣) ، نا محمّد بن عبد الله ، نا الحسن بن علي بن نصر ، نا محمّد بن عبد الكريم ، نا الهيثم بن عدي ، نا يونس بن يزيد ، نا الحكم بن عبد الله الأيلي ، قال :
قدم سليمان بن عبد الملك المدينة ، فدخل عليه القاسم ، وسالم بن عبد الله ، قال : وإذا سالم أحسنهما كدنة (٤) ، فقال : يا أبا عمر ما طعامك؟ قال : الخبز والزيت ، قال : وتشتهيه؟ قال : أدعه حتى أشتهيه ، قال : ثم دعا لهما بغالية ، وجاءت جارية وضيئة الوجه مديدة القامة ، فذهبت تغليهما فقال : تنحي عنا ، ثم تناولا المدهن فلعقا منه ، ثم ادّهنا ثم قالا : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا أتي بمدهن (٥) الطيب لعق منه. ثم ادّهن.
قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٦) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله (٧) بن عمر بن حفص ، قال : نظر هشام بن عبد الملك إلى سالم بن عبد الله يوم عرفة في ثوبين متجردا فرأى كدنة (٨) حسنة ، فقال : يا أبا عمر ما طعامك؟ قال : الخبز والزيت ، فقال هشام : كيف تستطيع الخبز والزيت؟ قال : أخمّره فإذا اشتهيته أكلته ، قال : فوعك سالم ذلك اليوم فلم يزل موعوكا حتى قدم المدينة.
__________________
(١) في م : الحمامي.
(٢) بالأصل وم تشتهيه.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ٢ / ١٩٣.
(٤) الكدنة بالكسر : الشحم واللحم ، والقوم (القاموس ، وبهامشه : صوابه والقوة. اه شارح).
(٥) في الحلية : بالدهن الطيب.
(٦) طبقات ابن سعد ٥ / ٢٠٠.
(٧) في ابن سعد : عبيد الله.
(٨) في م : بدنة.