لأكلناه فثمر ، ولو أدركنا الشعبي لشعب لنا الغدور ، ولو أدركنا النخعي لنخع لنا الشاة.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم ، أنا عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى ، عن إسحاق بن محمّد الفروي ، قال : أقبل سالم بن عبد الله بن عمر يرمي الجمرة يوم النّحر ، فأطلعت امرأة كفّا خضيبا من خدرها لترمي ، فجاءت حصاة فصكّت كفّها فولولت وطرحت حصاها. فقال لها سالم : ترجعين صاغرة قميئة فتأخذين حصاك من بطن الوادي فترمين به حصاة حصاة فقالت : يا عمّ أنا والله :
من اللائي لم يحججن يبغين حسبة |
|
ولكن ليقتلن البريء المغفّلا |
فقال : قد قبحك الله (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو الدرّ ياقوت بن عبد الله ، قالوا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان بن داود ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن حسن المخزومي ، عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص ، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، قال : حضرت سالم بن عبد الله بن عمر وأشعب يسأله بالله أن يعطيه من صدقة عبد الله بن عمر وهو يجذها بالغابة ، وكان سالم لا يعطي أشعب شيئا ، فلما سأله بالله قال له سالم : أقلّ ولا تكثر ويحك فلم يسأله شيئا إلّا أعطاه.
قال : ونا الزبير ، حدّثني أبو عروبة محمّد بن موسى الأنصاري ، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن إبراهيم بن عقبة ، قال : كان سالم بن عبد الله بن عمر إذا خلا حدّثنا حديث الفتيان.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، أنا أبي ، أنا أبو نصر بن الجبّان ، نا محمّد بن سليمان الرّبعي ، نا أحمد بن الحسين القرشي ـ يعني زبيدة ـ نا يونس بن عبد الأعلى ، أنا ابن وهب ، عن مالك ، قال : بلغني أن سليمان بن عبد الملك قال لسالم بن عبد الله : ما ذا تأكل؟ قال سالم : الخبز والزيت ، قال : فاللحم؟ قال : أتركه حتى أشتهيه.
__________________
(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٤١٣٣ ـ ٤١٣٤.